الإنسان جزء لا يتجزء من المجتمع الصغير الذى نشأ بداخله، والذى يكتسب منه معايير لا يمكن أن تنفصل عن شخصيته وتبنى أخلاقه، وقد نرى نماذج كثيرة ما هى إلا تجسيد لمعنى "الانحراف المجتمعى"، تلم النماذج التى تخترق كل الأعراف وقواعد الاتزان ولكنها ضحية للمجتمع الصغير الذى نشأت فيه وشربت منه بعض السلوكيات والمعايير التى جعلتها شاذة عن الأخلاق السوية التى تتناسب مع هذا المجتمع.
وفى هذا السياق أكدت دكتورة أسماء عبد العظيم، خبيرة العلاج النفسى والعلاقات الأسرية لـ "انفراد"، أن الانحراف المجتمعى والأخلاقى يعود إلى مردود تربوى، وقسمت الانحراف المجتمعى إلى أشكال عديدة منها السرقة والكذب والنفاق وأعمال البلطجة والرشاوى والعدوان.
وعن العوامل التى تتسبب فى لجوء الشخص إلى الانحراف المجتمعى، قالت عبد العظيم، إنها تخضع إلى عدة عوامل منها جينات وراثية وعوامل بيئية وأسرية اكتسبها من أسرته وعلاقته بالأقران والثقافة السائدة فى المجتمع كوسط انحرافى نشأ عليه شخص، فيرث عنهم نفس السلوك وعوامل انفعالية كالخوف أو الغضب التى لها دور كبير فى تكوين شخصية الفرد، مشيرة "علماء النفس أجمعوا إن المراحل اللى بيمر بيها الفرد بيتأثر بيها".
وحذرت عبد العظيم من توابع بعض الأخطاء التربوية التى تسبب الانحراف المجتمعى، والتى منها المقارنة وعدم مساعدة الغير، والتى تتمثل نتائجها فى الآتى:
ـ المقارنة بين الابن وزميله تعلمه الانحراف المجتمعى مشيرة "أقول لابنى أنت جايب مجموع كام وأصحابك جايبين كام.. مرة فى مرة هتعلمه إنه علشان ينجح لازم يكون أحسن من غيرة وإن نجاحه مرتبط بهزيمة غيره ويتبلى على الناس".
ـ تعليم الأم ابنها أن يأخذ ولا يعطى تكسبه سلوك الأنانية وعدم مساعدة الغير "تقول لابنها مثلا كل الساندوتش ومتديش لزميلك.. عمره ما هيساعد حد أما يكبر".
ونصحت خبيرة العلاج النفسى الآباء بأن يعززوا من سلوكيات العمل الجماعى والمشاركة والعطاء لدى أبنائهم وتعليمهم عدم الصعود على حساب الآخرين حتى لا يصبحوا ضحايا سلوكيات الانحراف المجتمعى والأخلاقى.