من غير شهادات.. "مصطفى" أجدع مرشد سياحى يحكى حكاية القناطر بفسحة عالخيول

يمسك بلجام حصانه المفضل، ويطوف بين الحدائق الخضراء بمنطقة القناطر الخيرية باحثًا عن الزبون الذى جاء ليعرف تاريخ ذلك المكان، "مصطفى"، الشاب الثلاثينى الذى اتخذ مهنة تنظيم جولات ترفيهية بركوب الخيل فى منطقة القناطر وراثة عن جدوده، يجد فى المناسبات والأعياد فرصة ذهبية له كرواج لمهنته، وفرصة على جانب آخر ليدور حول مكان عشقه لسنوات، لم يكتسب مهاراته فى التعريف بالمكان سياحيًا من الدراسة والشهادات، ولكن يعتمد على الترفيه أثناء الجولة على التاريخ الذى يجرى على الألسنة من الأهالى القدامى للمنطقة. " الخيول حياتى وبقضى معاهم نص اليوم فى الجولات"، كلمات قالها مصطفى بنظرات ثاقبة فى المكان باحثًا عن الزبون التالى"، "بحب أحكى للناس قصص عن الأماكن هنا، وبيهمنى أكتر الأطفال"، فمن خلال جولات مختلفة المدة بين القصيرة والمتوسطة والطويلة حول الحدائق الخضراء يحكى مصطفى حكايات عن زيارات المشاهير، وتصوير بعض الأفلام فى المنطقة مثل فيلم شارع الحب، ومسلسل سجن النسا، وزيارات الرؤساء والمشاهير لتلك الحدائق. " الأسعار بتبدأ من 20 جنيه للجولة القصيرة، وساعات الزبون من الانبساط بيحط تسعيرة عالية بنفسه"، هكذا تحدث مصطفى بابتسامة عن تسعيرة الجولات التى ينظمها، وتستشعر فى كلماته ممارسته لتلك المهنة بحب وكأنها جزء هام من حياته، ليست فقط لاكتساب المال. " البرنس وصاروخ"، هما أسماء أكثر حصانين قربًا لقلبه، فواحدًا اشتراه بماله الخاص، وآخر ورثه عن والده الذى رحل تاركًا له مهنة لا يعرف سواها، ويتحدث مصطفى عن علاقة العطاء المتبادل التى تربطه بالخيول قائلًا" الخيول من الحيوانات الجدعة اللى تشيلك وقت محنتك"، ودلل على عبارته تلك بإحدى الفترات التى أصابه المرض فيها، وكان وقتًا لموسم الأعياد، ولم يقدر على التحرك فى الجولات، فوجد أن حصانه "البرنس"، يتمكن من أخذ الزبائن فى جولة هادئة بين الحدائق، وما ينقص الجولة فقط الكلمات التى يحكيها مصطفى عن تاريخ ومواقف الأماكن. ساعات طويلة يقضيها مصطفى متجولًا بين الحدائق، ويعرفه زوار المنطقة عن ظهر قلب، بل ويأتون له بالاسم بالرغم من وجود أكثر من متجول بالخيول كرحلة ترفيهية فى المنطقة نفسها، وعن أحلامه يقول مصطفى" بحلم أنظم برامج لرحلات بالخيول ونقدم صورة مشرفة لزوار حدائق القناطر".