الشبكة فرحة حتى لو مستعملة.. تجار الذهب المستخدم: معظم الزباين عرايس

تسير فى منتصف شارع المعز تحديدًا فى منطقة الصاغة فتجد معظم أصحاب محال الذهب الكبيرة يقفون أمام محالهم يدعون المارة للدخول ومشاهدة أحدث التصميمات، فبالأضواء المختلفة، وتجهيز المحل على أحدث طراز، والاستعانة بتشكيلات مذهبة جذابة ورثوا ذلك المجال أبًا عن جد، تصحبك قدماك حتى تصل لحارة "المقاصيص"، المكان الأشهر لتجارة "الذهب المستعمل" بشارع المعز، فتجد صوت الزغاريد ينبعث من البناية القديمة ذات الدورين القائمة فى أول الحارة، بناية متهالكة جوانبها، ولكنها تضم عدد من تجار الذهب المستعمل وهى المهنة حديثة الولادة منذ 10 أعوام فقط. داخل إحدى المحال الصغيرة بالدور الثانى بالبناية وقفت العروسة "رحمة" أمام الفاترينة الزجاجية تختار بين الأنواع المختلفة من الدبل، والخواتم، بينما جلست النساء من أسرتها يتحدثن ويضحكن على الكراسى المستندة إلى حائط الغرفة، لا يوجد مكان لموقع قدم بالغرفة، وهو بالأمر الغريب أن تخلو محال الذهب الجاذبة للأنظار بتجهيزاتها، ويكتظ مكان صغير لبيع الذهب المستعمل بالزبائن، بل والعرائس أيضًا، الذين هم الزبون الأول عند تجار الذهب. وبسؤالها عن سبب مجيئها لهذا المكان تقول "رحمة"، إنها لم تنظر للمكان من حيث الشكل الأهم أن تشترى الشبكة بحسب الميزانية التى حددها خطيبها، فالأمر لا يهمها إذا كان الذهب مستعملًا أم جديد ارتداه أحد من قبل، معلقة "المصنعية هنا أقل والمكان ما فرقش معايا، وأكتر من عروسة فى عيلتنا اشترت شبكتها بنفس الطريقة"، بصحبة بنات عمها وعمتها تمكنت رحمة من اختيار شبكتها بالكامل، فتعالت الزغاريد مرة ثانية، وتم توزيع علب العصير على الحاضرين، وغادرت الأسرة وقد أنهوا ذلك المشوار الأهم لدى بعض الأسر المصرية عند زواج بناتهم. مشهد وإقبال ربما لا تجده فى المحال الكبيرة لبيع الذهب فى المنطقة، وهو السؤال الذى رد عليه بائع الذهب المستعمل "حسام خضر" صاحب الخبرة 8 سنوات فى هذا المجال قائلًا إن الكثير من المقبلين على الزواج يفضلون شراء الذهب المستعمل عن الجديد للتوفير، والاستفادة من فرق المصنعية، التى تقدر بـ 15 جنيهًا فقط، كما تقبل الكثير من النساء على شراء الذهب المستعمل إذا كان هدفهن الاحتفاظ بالأموال فى صورة "قطع ذهبية"، مضيفًا أن مجال الذهب المستعمل لا يختلف كثيرًا عن الذهب الجديد، حيث يقوم بتلميع القطع، وتصليحها إذا بها أية خدوش نتيجة الاستخدام. أما "محمد العسكرى"، صاحب الـ 5 سنوات خبرة فى هذا المجال يقول إنه المجال الأنسب للأوضاع الاقتصادية الحالية، فبالرغم من أن سعر جرام الذهب المستعمل لا يختلف عن الذهب الجديد، إلا أن قلة سعر المصنعية التى تكاد معدومة فى الكثير من المحال تجعل منه أمرًا جاذبًا للسيدات الأكثر "ذكاءً" بحسب وصفه. "بتجيلنا عرايس كتير، وساعات المكان مابيعجبهومش فبيمشوا"، كلمات تحدث بها "العسكرى" عن زبائنه الذى يغلب عليهم العرائس المقبلات على الزواج، وفى بعض الأحيان لا يفضلن الأمر فينصرفن عن المكان. مفارقة كبيرة بين الأجواء الذى يشهدها ذلك المكان، ولحظات الفرحة التى تسكن أرجائه بالرغم من شكله غير المؤهل، وبين محال الذهب الكبيرة الخاوية من الزبائن تمامًا فى كثير من الأوقات على مدار اليوم.






























الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;