بالرسم والرياضة.. دوريس تقدم "ورش شخبوطة" لعلاج الأزمات النفسية بالفن

لم تكن "دوريس حزام" تعلم أن الصدفة ستحول مجرى حياتها وتجذبها نحو عالم مختلف عن طبيعة دراستها وعملها، فبعد دراستها للجرافيك بكلية الفنون الجميلة، وأثناء عملها فى أحد المراكز الخاصة بعمل ورش تأهيلية للأطفال، دعاها أحد المشرفين للإشراف على الأطفال الذين جاءوا لهذا المكان للتعافى من الأزمات النفسية بالعلاج عن طريق الفن، فلاحظت بالفعل تغير سلوكهم مع مرور الوقت، وهو ما جذبها لهذا المجال. "ماكنتش اتصور إن سلوك الأطفال ممكن يتغير للأفضل عن طريق الفن والرسم".. كلمات بدأت بها "دوريس" حديثها لـ"انفراد"، فمنذ 5 سنوات بدأت الاهتمام بمجال العلاج بالفن، خاصة تخطى الأزمات النفسية الناتجة عن التعرض للأزمات، كالاعتداءات الجنسية، والتعرض للحروب، أو مختلف أنواع الظروف الصعبة. 4 سنوات قضتها دوريس فى المدرسة الدولية التابعة لجامعة الدنمارك للحصول على بكالوريوس الإرشاد النفسى للتعافى من الصدمات، وهو ما أهلها لبدء مشوارها فى هذا المجال، ومنذ ما يزيد على 5 سنوات تنظم دوريس بصحبة بعض المساعدين ورشا وفعاليات بمحافظات مختلفة للعلاج بالفن، منطلقين فى ذلك عن طريق "شخبوطة". شخبوطة هو الاسم الذى اختارته لكى يكون لواء كبيرا يعبر عن الطريقة التى تتبعها خلال الورش وجلسات العلاج بالفن، فعن طريق الرسم، وعمل بعض الحرف اليدوية، كالإكسسوارت وصناعة الشموع، تمكنت من مساعدة العديد من الأطفال والسيدات على تجاوز الصدمات النفسية. تحكى دوريس لـ"اليوم السالبع"، أصعب الحالات التى قابلتها فى مشوار عملها فى العلاج بالفن، والتى كانت لحالة طفل لاجئ سورى كان يعانى من "شيزوفرينيا" نتيجة ما تعرض له بسبب الأوضاع فى سوريا، وبعد تلقيه الخطوات التأهيلية فى الورش تمكن من تخطى تلك الظروف، موضحة أن تقبل الذات وحب الحياة ووجود الأمل هى الأسلحة التى تم بثها لذلك الطفل حتى يعود للوضع الطبيعى. أما وسط الحالات العديدة للفتيات تقول أن أصعب حالة كانت لفتاة تعانى من انشقاق فى الشخصية، وتعتقد أن لها 7 شخصيات مختلفة، فبعد التدخل الطبى بالعلاج النفسى، جاء دور العلاج بالفن وهو ما ساعدها على تخطى تلك الأزمة. سعادة كبيرة وطاقة إيجابية تكتسبها دوريس أثناء تواجدها مع الحالات فى الورش، وهو ما جعلها تخطط للمزيد من الجولات فى المحافظات المختلفة، فخلال الفترة القادمة سيتم تنظيم ورش للعلاج بالفن فى محافظات الصعيد ، حيث توضح دوريس أن الإحصائيات تقول إن نسبة كبيرة من الأطفال فى الصعيد يعانون من أزمات نفسية بسبب قهر الكبير لهم كالأخ، وهو ما تعمل الورش خلال الفترة القادمة على تأهيل الحالات فيه. من سن الـ 3 سنوات للأطفال تقوم دوريس بمساعدة فريقها بتقديم الطرق المختلفة التى يمكن لضحية الأزمة استخدامها لتجاوز المرحلة، ويأتى فى مقدمتها تقبل الذات، وضرورة وجود معنى للحياة، والتعريف بالطريقة الصحيحة للتعبير عن المشاعر بمختلف أنواع من حزن وفرح وغضب أو هدوء، وبالنشاط الرياضى والفن والرسم يتمكن الأطفال والفتيات من التغلب على أزماتهم مع مرور الوقت، وتؤكد دوريس أن البرامج فى الورش تنقسم لجزئين هو العلاج ثم المتابعة لضمان أن الحالة تسير على الطريق الصحيح.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;