بتاعت كله.. بسمة الصبح دكتورة وبالليل مصممة أزياء

مقص وخيط وإبرة.. تلك الأدوات التى يعيش بينها طبيب الأسنان ومصمم الأزياء، والتى يستخدمها كل منهما بطريقته الخاصة وبشكل مختلف رغم اعتماد كل منهما عليها بشكل أساسى فى عمله، تلك الملاحظة التى تتبادر إلى ذهنك مباشرة بمجرد رؤية طبيبة أسنان تعمل فى مجال تصميم الأزياء، إنها الدكتورة بسمة سيد درويش التى تبلغ من العمر 29 عامًا، والتى تقضى يومها فى الأتيليه الخاص بها بمجرد الانتهاء من عيادتها الخاصة. تخرجت بسمة فى كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة بقصر العينى عام 2011، وأحبت الخياطة والتفصيل منذ نعومة أظافرها، فبدأت فى تصميم وحياكة ملابس لعرائسها وهى ما زالت طفلة، إلا أن الدراسة والرغبة فى التفوق التى ساعدتها على الالتحاق بكلية الطب أبعداها عن ممارسة تلك الهواية بدرجة كبيرة بسبب انشغالها بهما. بعد الانتهاء من المرحلة الجامعية بدأت تشعر برغبتها فى ممارسة العمل الذى طالما أحبته منذ الصغر، فرغم أن حلمها كان الالتحاق بكلية طب الأسنان والعمل كطبيبة، ذلك الحلم الذى استطاعت تحقيقه بجدارة، إلا أن هواية التفصيل وتصميم الأزياء ظلت تراودها وتزاحم حبها لعملها كطبيبة وتدفعها لممارستها أيضًا، تلك الهواية التى رفضت التخلى عنها رغم انشغال بسمة عنها لفترة ليست بالقصيرة بسبب ظروف عملها وحياتها. وقت الفراغ الذى كانت تعانى منه بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية هو ما دفعها لممارسة هوايتها من جديد ولكن بشكل أكثر احترافية مما سبق، فقررت الحصول على كورسات فى مجال التفصيل وتصميم الأزياء، الأمر الذى قابله البعض بالسخرية والاستهجان، إلا أن شغفها دفعها لاستكمال المسيرة ومقاومة الإحباط الذى انتابها بسبب سخرية من حولها لمدة وصلت إلى 3 سنوات، ولم تكتف بذلك فقط، بل بدأت فى الدراسة "أون لاين" لتثقل موهبتها وقدرتها، وبدأت منذ عامين فقط فى تفصيل ملابس بشكل محترف يدفع كل من يراها للسؤال عن مكان شرائها. "الاتنين فيهم فن وذوق" تلك الجملة التى أجابت بها بسمة عن سؤال أوجه الشبه بين طب الأسنان والتفصيل، فطبيب الأسنان يحتاج للمسة فنية حتى يتمكن من إتمام عمله بمهارة، فهو يعمل فى "سِنة" على سبيل المثال تبلغ مساحتها سنتيمتر واحد، تلك المساحة الصغيرة التى تتطلب منه المزيد من الفن والمهارة والذوق، وكذلك التفصيل يحتاج للكثير من المهارة لحياكة قطعة ملابس مثالية، وعن اختيارها للأخير قالت إن التفصيل هو من اختارها وليس العكس، فكانت تدفعها رغبة كبيرة فى تفصيل بعض الملابس فى مناسباتها الخاصة كحفلات زفاف صديقاتها دون وعى أو دراسة منها، وكانت تجد ردود فعل إيجابية عن هذه التصميمات، وأن أول فستان فصلته لنفسها كلفها 100 جنيه، رغم أنه كان يباع فى المحلات بخمسة أضعاف هذا المبلغ. "كنت بعمل لنفسى الأول لحد ما أصحابى وقرايبى وإخواتى بقوا بيطلبوا منى أفصلهم، وبعد فترة فكرت أخلى الموضوع بيزنس خاصة إنى بحبه جنب شغلى".. هكذا تحدثت الدكتورة بسمة عن عملها فى مجال تصميم وتفصيل الأزياء، والذى قررت أن تبدأ فيه من خلال صفحة خاصة بها على فيس بوك لأسباب مختلفة منها عدم خبرتها فى المجال التجارى، وكذلك حتى تتمكن من الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، خاصة وأنها أم لطفل عمره 3 أعوام، فضلًا عن عملها طبيبة أسنان. غرفة "الدريسينج" التى كانت تمتكلها فى منزلها أصبحت هى عالمها الخاص الذى تغوص فيه بين أدوات التفصيل وماكينة الخياطة والمقص وغيرها، حيث قررت تحويلها إلى "أتيليه" خاص بها بشكل مبدئى حتى تحقق حلمها بافتتاح الأتيليه خاص بها. تغيرت حياتها عما سبق بعد أن بدأت مشروع التفصيل بدرجة كبيرة، وعن هذا الأمر قالت: "بقيت راضية عن نفسى ومبسوطة أكتر وعندى موهبة بشبعها، وأكتر حاجة بتبسطنى لما بشوف الفرحة فى عيون البنات وهم بيستلموا فساتينهم منى". "الأسنان شغلى اللى بحبه وعمرى ما هوقفه طول عمرى، لأنى سهرت وتعبت كتير لحد ما وصلتله، عشان كدا بروح المستشفى الصبح وعيادتى بعدها، بس بمارس هوايتى فى التفصيل والخياطة بليل"، هكذا اختتمت الدكتور بسمة حديثها عن الطب وتصميم الأزياء، وأضافت أنها لا تشعر بمرور الوقت طوال فترة تواجدها بداخل غرفة التفصيل، وأنها تشعر بالسعادة وهى تقوم بكل خطوة أثناء تفصيل أى قطعة، خاصة أنها تقوم بكل الخطوات بنفسها بداية من الرسم والقص ووصولًا لصورته النهائية.










































الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;