محمود طالب هندسة يبيع التين الشوكى لينفق على دراسته.. سبع صنايع بس مش ضايع

يستيقظ من النوم فى الصباح الباكر، مصطحباً عربته الصغيرة الخشبية، التى يحمل فيها صندوق يحتوى على حبات من التين الشوكى، وسكينا وأكياس بلاستيك، عدة الشغل، التى اعتاد على حملها يومياً من محل سكنه بالمنوفية حتى الوصول لأحد الأرصفة لينتظر محبى الفاكهة الصيفية الرطبة، وعند ظهور أول زبون يقابله بابتسامة صافية ويرتدى قفازات اليد ليحمى نفسه من أشواك التين، لينزعه من قشره ويضعه فى الكيس واحد تلو الآخر، وعند وقت الفراغ، يتصفح هاتفه المحمول، ليكمل قراءة روايته المفضلة التى اعتاد على قراءتها يومياً. وبعد أن ينتهى محمود عبود، الطالب بقسم الهندسة المدنية بجامعة أسيوط، من بيع التين الشوكى، يصطحب عربته الخشبية ويعود لمسكنه بمحافظة المنوفية، الذى استأجره خلال فترة عمله ببيع التين الشوكى، واسترجع عبود ذكرياته مع العمل فى إجازة فصل الصيف، خلال حديثه مع "انفراد"، قائلاً:" بدأت شغل فى إجازة الصيف وكنت وقتها بدرس فى سادسة ابتدائى، وأول شغل ليا كان فى الفلاحة، كنت بحصد القمح مع الفلاحين، لحد ما وصلت لثالثة إعدادى، ولما بقيت فى ثانوي اتعلمت صنعة تركيب السيراميك والمحارة، وكانت شغلانة متعبة أوى، عشان كنت بضطر أسافر وكمان بتحتاج مجهود كبير، وفضلت بشتغل فيها طول فترة إجازة الصيف، لحد ما وصلت للكلية، وواحد صاحبى اقترح عليا شغلانة التين الشوكى، لأنه هو كمان بيتشغل فيها، لقيتها مريحة ومربحة، وبقالى ثلاث سنين، بشتغل فى بيع التين الشوكى، طول فترة إجازة الصيف، لكن بضطر أسافر المنوفية عشان أبيع التين ولما الموسم بتاعه يخلص برجع بلادنا تانى أدور على أى شغلانة أكسب منها لقمة حلال ". لم يكن عمل محمود فى بيع التين الشوكى أو الفلاحة أو حتى فى المحارة لحاجة أسرته للمال، ولكن تنفيذاً للعادات والتقاليد الصعيدية الأصيلة التى ينتمى إليها محمود، والتى تعتمد على تربية الرجل منذ نعومة أظافره على تحمل المسئولية وعدم الاعتماد على الآخرين، وهذا ما أوضحه محمود، قائلاً:" أنا صحيح والدى متوفى، لكن حالتنا المادية ميسورة والحمد لله، لكن أنا أتعودت اشتغل فى إجازة الصيف، عشان ده "سلو" قريتنا اللى اتربينا عليه إن الرجالة لازم تعتمد على نفسها من صغرها وتصرف على تعليمها، وماتطلبش فلوس من حد ". يحرص محمود على تحقيق التوازن بين حياته الدراسية والمهنية، طوال العام، حيث أوضح ذلك، قائلاً :" أنا بخصص إجازة نصف العام الدراسى، فى الحصول على كورسات خاصة بمجال دراستى، لكن فى إجازة الصيف بسافر المنوفية عشان أبيع التين الشوكى، ولما يخلص الموسم، برجع بلدى أشتغل فى تركيب السيراميك أو المحارة، لحد ما الجامعة تفتح تانى". يحترم المارة والزبائن كفاح محمود، لذلك يشجعونه بطريقتهم الخاصة من خلال التعبير له عن مدى احترامهم له وشراء حبات التين منه، وعبر محمود عن ذلك، قائلاً :"مفيش مشاكل بتقابلنى فى الشارع والناس كلها بتحترمنى، مفيش حد بيضايقنى خالص". لم تتوقف أحلام محمود عند جمع مصاريف الجامعة طوال فترة عمله فى إجازة الصيف، ولكنه يتطلع أيضاً لتحقيق طموحاته وأحلامه فى المستقبل، والتى ختم بها حديثه، قائلاً:"نفسى لما اتخرج أسافر لأى دولة أوربية عشان اشتغل فى مجالى، وأحقق ذاتى".












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;