"سيرة القاهرة" مبادرة شبابية لتنظيف المناطق الأثرية الإسلامية المغمورة

تتمتع قاهرة المعز بالعديد من المبانى الأثرية الإسلامية التى يتجاوز عمرها أكثر من مائتى عام، والشاهدة على تاريخ الحضارة وفنون العمارة الإسلامية، ولكن بعض المبانى الأثرية التى تقع داخل الأزقة والشوارع بالمناطق الشعبية، اتخذها البعض مكانا لإلقاء القمامة ومخلفات الورش والمحلات التجارية المجاورة لها، مما دفع بعض الشباب من محبى التاريخ والآثار، للتجمع لتنظيف الأماكن الأثرية الإسلامية بقاهرة المعز. تحدث عبد العزيز فهمى، أحد الشباب المشاركين فى المبادرة لـ" انفراد" عن المبادرة وماحققته حتى الآن، حيث قال:"إحنا مجموعة من الشباب من محبى التراث وخصوصاً الآثار الإسلامية، ولاحظنا تحويل بعض السكان الأماكن الأثرية القديمة لمقالب قمامة، بالإضافة إلى وجود بعض الأماكن الأثرية الأخرى المهملة والمليئة بالمياه الجوفية، فقررنا أن نبدأ بالاهتمام بتنظيف وإحياء الآثار الإسلامية من جديد". وأضاف عبد العزيز خريج كلية الآداب قسم تاريخ، وأحد المشاركين فى المبادرة:" لاحظنا أن "قبة الحصواتى" بقسم الخليفة، والتى تتمتع بقيمة تاريخية هامة، مهملة ومليئة بالقمامة، فقررنا تنظيفها، فبدأنا بالحصول أولاً على تصريح رسمى وشارك معنا ممثل من المنطقة الأثرية التابعة لها القبة وهى منطقة آثار الشافعى، والذين أرسلوا معنا سيارة لحمل القمامة التى كانت 30 جوالاً". وعن عدد الأشخاص المشاركين فى المبادرة، قال عبد العزيز:" إحنا أعدادنا بتتراوح مابين 8 إلى 10 أشخاص وكلنا متخصصين بمجالات مختلفة، منا مهندسين ودكاترة ومتخصصين فى الآثار والتاريخ، لذلك نقدر قيمة كل أثر ونعرف طرق التعامل معه، كما إننا غير ممولين من أى جهة، وكل منا تبرع بشراء أدوات التنظيف من "مقشات" و"كمامات" وقفازات وغيرها من الأدوات وجميعها غير مكلفة مادياً". وعن رد فعل الناس تجاه المبادرة سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو فى الواقع، قال فهمى: "الناس كانت فرحانة جداً بتنظيف قبة الحصواتى، وكانوا بيدعمونا وأهل المنطقة عزمونا على مشروبات، وكمان لقينا دعم وشكر وناس عايزة تتطوع معانا، من مواقع التواصل الاجتماعى، وده شجعنا على التفكير فى توسيع المبادرة أكتر خلال الفترة القادمة وإطلاق عليها اسم "سيرة القاهرة"، لأننا عايزين نتخصص فى تنظيف الأماكن الأثرية الإسلامية المجهولة والمهملة، واللى الناس اتخذتها مقلب للقمامة، لنظهر جمال المعمار الإسلامى للعالم".