صناع بهجة رمضان.. الشريعى "فيلسوف البياتى" صاحب البصمة الخالدة على الدراما

على عكس غالبية المسلسلات اعتمد تتر مسلسل "رأفت الهجان" الذي عرض للمرة الأولى في رمضان 1988 على الموسيقى وحسب، ورغم غياب الكلمات التي تعلق بسهولة أكبر في الأذهان إلا أن موسيقى التتر حفرت مكانتها بعبقرية على مدار السنين في قلوب وعقول المشاهدين، ومن الصعب جدًا أن تسمعها دون أن تتعرف بسهولة على العمل. كان هذا التتر العبقري أحد أعمال الموسيقار الراحل عمار الشريعي الذي يعد أحد أهم الملحنين في القرن العشرين، والذي قدم مقطوعات موسيقية أثرت في وجداننا بشكل كبير، وقدم إسهامات كبيرة في الدراما الرمضانية. تجاوز عدد أعمال عمار الشريعي للدراما أكثر من 150 لحنًا وكان من بينها ألحان للكثير من الأعمال الرمضانية أبرزها "أبنائي الأعزاء .. شكرا"، "دموع في عيون وقحة"، "الشهد والدموع"، "رأفت الهجان"، "أرابيسك"، "العائلة"، "ألف ليلة وليلة"، حلم الجنوبي، ونصف ربيع الآخر، أبوالعلا البشري، زيزينيا، السيرة الهلالية، امرأة في زمن الحب، أم كلثوم، قاسم أمين، أوبرا عايدة، حديث الصباح والمساء، بنت من شبرا، محمود المصري، عفاريت السيالة، الرحايا، شيخ العرب همام. وكان عمار الشريعي كفيفا، لكن هذا لم يمنعه من أن يهتم بموهبته وتعلم الموسيقي مع كبار الأساتذة، بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى، خلال فترة دراسته، أتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود ثم أخيراً الأورج. نجح عمار الشريعي في وضع بصماته في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، وكان ذلك سببا في لقبه " فيلسوف البياتي"، فقد تعاون مع شركة "ياماها" اليابانية، في استنباط ثلاث أرباع التون من الآلات الإلكترونية، ليصبغها بصبغة شرقية، كما شارك بالتعاون مع شركة "إميولتور" الأميركية في إنتاج عينات من الآلات التقليدية والشعبية المصرية والعربية. توفى عمار الشريعي في 2012 عن عمر يناهز الـ 64 عاما بعد أن قدم إرثًا ضخم من الأنغام التي لا تنسي والتي ساهمت في تشكيل وجداننا، كما لعبت دورا في تطوير الموسيقى الشرقية.