رحمة وغادة يحطمان لافتة "للرجال فقط" بتأسيس ورشة نجارة فى أسيوط

استطاعت المرأة المصرية، محو العبارة الشهيرة "للرجال فقط"، بعدما اقتحمت المجالات الأكثر صعوبة، لاسيما تلك التى تعتمد على القوة البدنية، أو التى تحتك بشكل واسع بالمجتمع، وهو ما تمثل فى تجربة غادة ورحمة اللتين نجحتا فى مهنة النجارة. رحمة سامح مصطفى الطالبة بالفرقة الثانية كلية التربية النوعية بدأت الاهتمام بالنجارة كهواية قبل أن تقوم بصقل مهاراتها وتطوير إمكانياتها حتى تحولت إلى مهنتها. تقول رحمة لـ"انفراد" إنها وجدت خلال عملية بحث على الإنترنت دورة تدريبية عن أساسيات النجارة، فالتحقت مباشرة فيها برفقة صديقتها غادة والتى جمعتهما مدرجات الكلية وأيضًا شغفهما بالأخشاب والمنتجات الخشبية. الدورة التى استمرت لمدة ثلاثة أيام، كانت بداية موفقة، استطاعت الفتاتان التعرف على المهنة، والتفرقة بين الخشب الطبيعى والآخر الصناعى، واستخدامات كلٍ منهما، والآلات المستخدمة فى النجارة، والتعريف بها واستخداماتها وتحذيرات العمل عليها، ومن ثم بدأت ملامح الطريق تظهر بشكلٍ أوضح. اليوم الثالث من الدورة التدريبية، كان مخصصًا للعمل على تصنيع منتج خشبى، لكن الفتاتين طلبتا فى نهاية الورشة من القائمين عليها باستكمال التجربة عمليًا ونظريًا حتى يلما بكل أساسيات المهنة، هنا كانت نقطة التحول من كونه مجرد شغف بالأخشاب إلى مهنة حالية ومستقبلية. تقول رحمة إنها واجهت معارضة من أهلها؛ خوفًا من طبيعة العمل وخطورة استخدام آلات النجارة، لكنهم فى النهاية رضخوا لرغبتها، عندما وجدونها متحملة المسئولية، وتحتاط لنفسها وتأخذ حذرها، فلم يمانعوا أن تمتهن أى مهنة حتى لو وضعها المجتمع ضمن الأعمال الخاصة بالرجال، فقد تتفوق المرأة وتبدع أكثر من الرجل ذاته. تواصل رحمة بأنها تمتلك صفحة على "فيس بوك"، لعرض أعمالها، سواء الهاند ميد أو القليل من المشغولات الخشبية، لافتة إلى أنها تفكر فى الاتجاه مستقبلا لعمل براند خاص بـ الأخشاب ومنتجاتها. وردت رحمة ذات مرة على تعليق جاءها عبر صفحتها على "فيس بوك" يقول لها إن السيدات لم تخلق لمثل هذه الأعمال، لتقول إن حكمة خلق الله للناس هى عمارة الأرض، ولم يختص الرجال بأعمال بذاتها دون النساء. وأضافت رحمة أن العمل يكون فقط داخل الورشة وأى أعمال خارجية رفع مقاسات أو نقل وتركيب المصنوعات ويتولى مسئوليتها زميلها عبد الرحمن، ومن ضمن منتجات ورشتها جزامة ومكاتب وأرفف طائرة، حيث تختص باستغلال المساحات الصغيرة وإعادة تدوير المنتجات وصياغة المنتجات من جديد مثل تحويل نيش إلى مكتب وغيره. وتشدد الفتاة أن العمل على الآلات يحمل نسبة مخاطرة عالية، ولكن مع التدريب المستمر وأخذ الاحتياطات أصبح العمل عليها سلسًا، لافتة إلى أنها تطمح فى امتلاك عدة ورش للنجارة وأن تصبح منتجاتها ذات جودة عالية تؤهلها للتصدير للخارج، منوهًا بأن الورشة تقوم حاليًا بعمل دورات تدريبية لتعليم محبى مهنة النجارة. تلتقط غادة عدلى، شريكة رحمة، طرف الحديث لتقول إن عائلتها تقيم فى الكويت وأنها تعيش وحدها فى مدينة أسيوط، وأن الفكرة جاءت بعد دراسة مقرر دراسى فى الكلية عن مادة الأخشاب. ولأنها تحب الأخشاب وفى ظل أزمة كورونا، تقول غادة إنها قررت كسر الملل عن طريق تنمية موهبتها بتعلم أساسيات مهنة النجارة، سواء عن طريق الإنترنت أو حضور الدورات التدريبية فى ورش فعلية، وبدأت المجال منذ العام والنصف العام.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;