تعاني عدد من البرامج الفضائية من عدم تحقيق نسبة مشاهدة تذكر لذا انجرفت وراء الاستعانة بالمشعوذين والدجالين، وفتحت استوديوهاتها لاستقبالهم وزاد من شدة الموقف الهزلي أن مقدمي البرامج لا يمتلكون الثقافة الكاملة لمحاورة الضيف وربما يرجع ذلك إلى أنه تصادف أنهم لا يمتلكون خبرة إعلامية أو مقومات مقدمي برامج في الأساس.
بطل المشهد الأول في هذه الظاهرة هي رانيا محمود ياسين ابنه الفنان الكبير محمود ياسين والتي قررت فجأة خوض تجربة تقديم البرامج على شاشة قناة "العاصمة" لتقدم حلقات برنامج "صباح العاصمة" واستضافت في أخر حلقاتها "دجال" يزعم أنه يحضر الأرواح ويطلق على نفسه لقب "الفلكي أحمد شاهين" وبعدة البخور والشعوذة أدعى إنه يحضر روح الرئيس الراحل أنور السادات.
ورغم وجود أحد الشيوخ في الحلقة للرد على إدعاءات الدجل إلا أن رانيا محمود ياسين لم تترك له الفرصة كاملة ليتحدث، وللأسف بدت وكأنها خائفة من حركات أحمد شاهين ومن مشهد البخور ومصدقة لأن روح السادات حضرت بالفعل.
أحمد شاهين أدعى خلال الحلقة أنه جاءته رسالة من أنور السادات يخبره فيها بأن الرئيس السيسي سوف يقتل غدرا داخل الجيش، كما مات هو، كل ذلك ومقدمة البرنامج رانيا محمود ياسين صامتة لا تعلق بشئ وملامح الخوف على وجهها.
ولم تكن تلك هي السقطة الإعلامية الأولى لرانيا محمود ياسين حيث سبق أن استضافت ملحدا على الهواء مباشرة ثم قامت بطرده فجأة، وكأنها فوجئت بأنه ملحد، رغم أن الحلقة في الأساس كانت لمواجهة الإلحاد بالحجة والمنطق وكان هناك شيخا أيضا للرد على ذلك.
فضائية "العاصمة" رأت أنها لا بد أن تستغني عن خدمات رانيا محمود ياسين والتي حتى الآن لا ترى أنها فعلت جريمة إعلامية، بل تؤكد أنه لم يتم فصلها من القناة وأن عقدها انتهي وذهبت لتوقع عقدا مع قناة أخرى.
برنامج أخر يبحث عن المشاهدين رغم أن الآمال كانت معقودة عليه خصوصا أنه يقدمه خليل جمال الفائز بالمركز الأول بمسابقة "مذيع العرب"، ومعه زميله في البرنامج أيضا ممدوح الشناوي، لكن يبدو أن المسابقات ليست كل شئ.
يحمل البرنامج اسم "خلاصة الكلام" ويعرض على قناة الحياة لكن المذيعين الذين من المفترض أنهما يتمتعان بموهبة إعلامية فذة ميزتهما في "مذيع العرب" استضافا رجل يدعي النبوة "مؤنس يونس" وتمادي في إطلاق خرافاتها خلال الحلقة ومنها قوله "أنا نبي مرسل من عند الله، ويتحدث الله كل يوم معي، وأسجل أحاديثه معي على الشرائط"، و"إني أعد العدة وأعلم جنودي في السماء، للقضاء على قوى الشر في العالم حاليًا".
البرنامج أخفق في تحقيق الآمال المعقودة عليه وربما ذلك كان سببا في أن يصورا أي حلقة تثير الجدل وتتناقل أخبارها وسائل الإعلام لذا ترك مسئولية "المدعي" مؤنس يونس يقول أن "بكة" المذكورة في القرآن هي منطقة الأهرامات، وهي عند الله أشرف من الكعبة".
وخلال الحلقة زعم مؤنس أنه شاهد الله وتحدث معه في منطقة حدائق الأهرام بين الفجر وشروق الشمس وأنه كان في حاله لا يستطيع وصفها مطلقاً.
هالة فاخر أيضا فتحت استوديو برنامجها "انتبهوا أيها السادة" لشخص يزعم أنه باحث روحاني وفوجئت خلال الحلقة باتصال هاتفي من متصل يدعى محمود إسماعيل الشهير بـ "الدجال التائب" ووجه نقدا شديدا لهالة فاخر والإعلام لأنه يستضيف دجالين ومشعوذين وقال لها: حضرتك تروجي لهؤلاء باستضافتهم.
هذه البرامج جميعها فشلت في تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة لذا لجأت إلى طريقة الفيلم الكوميدي الشهير 4-2-4 بطولة سمير غانم ويونس شلبي وتناول فريق كرة قدم فاشل استعان بالجن والأرواح من أجل تحقيق الفوز، الذي تحقق مؤقتا ليعاود الفشل مرة آخرى.