يامن تعلمت على يده الخير والمبادئ.. شكرا

حياة الدراسة وسنوات المدرسة بكل ما تحمله من ذكريات وتفاصيل شكلت شخصية كل منا، وشوش كثيرة مرت علينا نتذكر منها ما نتذكر وتمر الأخرى علينا مرور الكرام، ووجوه أخرى وشخصيات بعينها تترسخ فى وجداننا وتحتل جزء كبير فى قلوبنا وتحفر ملامحها بالنور فى أذهاننا وترسم شخصيتنا بريشة رسام محترف. كان لى نصيب الأسد وأزعم أننى أكثر الطلاب حظاً بوجودى فى مدرستى التى قضيت بها كل أعوام الدراسة منذ مرحلة الحضانة وحتى التخرج من الثانوية العامة والذهاب إلى الكلية منها مباشرة، 14 عام وقف أمام سبورة فصلى الكثير من المعلمين اتلقى وأصدقائى منهم التعليم ولكن هناك من يقف فى ذلك المكان فيجعلك تعيش معه فى عالم آخر، عالم ملئ بالخيال وحب الحياة والإحساس بأهمية وجودك وسمو رسالتك مهما كان مكان تواجدك فى تلك الحياة. اتذكر جيداً فى العام الثانى من مرحلة رياض الأطفال عندما علمنا بقدوم معلم جديد لتدريس اللغة الانجليزية وهو شاب فى مقتبل عمره، مستر" أنور جاد" الذى ركب معنا قطار رحلة سنوات الدراسة الشاقة والذى كان فيها خير قائد لنا منذ البداية وحتى توديعنا فى آخر سنة على الكلية، فملأ رحلتنا بالمبادئ والفرح والتنطيط وحب اللغة الإنجليزية بشكل خاص. لم يكن معلمى الفاضل مجرد مدرس ينتمى لوزارة التربية والتعليم بل كان ومازال أخاً كبيراً نرجع له فى جميع أمور حياتنا، لا يعتبر المادة العلمية التى يعلمها لنا مجرد لغة فقط بل إنها مهارة وخيال وفن يزرعه فى نفوسنا جميعاً، فكنا نقوم بتمثيل مسرحيات "وليام شكسبير" وآخرين من أدباء اللغة الانجليزية كنوع من حب المادة والإبداع فى تقديم المادة العلمية. لا يمكننى أن أنسى ذلك اليوم الذى كنا نتعلم فيه أغنية جديدة باللغة الانجليزية عن الأمطار وكنا فى فصل الشتاء اصطحبنا معلمى الفاضل إلى سطوح مدرستنا ووسط هطول الأمطار جعلنا نرفع أيدينا إلى السماء ونغنى الأغنية بكل ما فينا كأطفال من حماسة وطاقة. كان ومازال يستكمل مشوار الخير الذى بدأه مع جيلنا حتى الآن حيث كنا ننظم تحت إشرافه رحلة إلى أحد ملاجئ الأيتام للاحتفال معهم بيوم اليتيم وداومنا على القيام بذلك حتى أصبحنا نشعر أنهم أفراد أساسيين فى أسرتنا ولا يمكننا الغياب عن زيارتهم لفترة طويلة. مازالت الطاولة التى وضعها معلمى فى فناء المدرسة الواسع لنبيع عليها الكتب الزائدة عن حاجتنا واستخدام العائد المادى فى مختلف أشكال الخير تسكن خيالى واتمنى لو تعود بى الأيام مرة أخرى لأجلس بجوارها أبيع لأصدقائى الكتب والقصص ونقوم بالتبرع بتلك الأموال للأيتام والمحتاجين. كنت دائماً انظر له واتمنى أن أكبر لأصبح معلمة صاحبة رسالة سامية مثل مستر أنور جاد، ولكنى بفضل تشجيعه الدائم لى تفوقت فى دراستى وتمكنت من الالتحاق بكلية الأعلام والآن بعد تخرجى ودخولى مرحلة جديدة فى العمل أبعث له تحية فخر وامتنان لكل قطرة عرق سقطت منه فى سبيل بنائنا وتخريج أجيال تلو الأخرى تعرف هويتها وتحدد ما تريد، شكراً أستاذى الفاضل وشكراً للقدر الذى جمعنى بك فى طريق واحد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;