دراسة تفسر الدوافع النفسية وراء رفضنا لنصائح الأخرين

يقول العالمان النفسيان روبرت ناش، ونعومى وينستون، إن أدمغتنا تلجأ لأساليب عديدة بارعة لتفادى سماع ملاحظات الآخرين، لكن هناك طرقا لتفادى الانسياق وراء هذه الحيل الدفاعية النفسية التى تحجب عنا مزايا تلك الملاحظات. وكشف بحث جديد نشر على موقع "BBC" عن أن أغلب الناس لا يفضلون سماع ملاحظات أو تعليقات من الآخرين، ويعود ذلك إلى الاعتداد بالذات، فنحن نريد أن نحقق الأهداف الشخصية التى وضعناها لأنفسنا، ولذا، فإن شعورنا بأننا موضع تقييم قد يمثل تهديدًا لكبريائنا، وشعورنا الإيجابى بالتميز عن الآخرين، لذا يلجأ لحيل بارعة للحفاظ على رباطة جأشه فى مواجهة النقد الذى قد يوجه إليه. وقالت الدراسة إن أول رد فعل حيال ملاحظات الآخرين هو التصدى لها لا شعوريا، ورغم أن هذه الآليات الدفاعية اللاشعورية ستزيد من ثقتنا بأنفسنا، فإنها فى الوقت نفسه ستلقى الضوء على مساوئنا الشخصية، وانعدام الشعور بالأمان النفسي، ومواقفنا المستهجنة تجاه الآخرين. وأضافت الدراسة أنه لكى يتمكن المرء من تجاهل الملاحظات المسببة للقلق، عليه أن يتقن أسلوب الخداع النفسى وما يعرف بالانتباه الانتقائي، أى أن يستمع لما يرضيه ويتجاهل ما لا يرضيه، فعلى سبيل المثال، يحاول الكثير من الناس تصيد كلمات الثناء من الآخرين، وهذا يجعلهم يطلبون من الأشخاص الداعمين لهم أن يبدوا رأيهم فى آدائهم فى النواحى التى يدركون أنهم بارعون فيها، ولا يتطرقون إلى ما عداها. ولكن أبسط طريقة لتجاهل الملاحظات هى أن تتفادى السماع إليها كليًا. وأضافت البحث أنه فى مجال الصحة العامة، نلاحظ أن الناس يحاولون جاهدين أن يتفادوا زيارة طبيب الأسرة، لئلا يسمعوا نصائح تتعلق بتخفيف الوزن، أو الإقلاع عن التدخين، أو غير ذلك من حقائق أخرى تشعرهم بعدم الرضا عن أنفسهم. وتؤكد نتائج الدراسة أن هناك سلوكا شائعا بين الناس لوحظ فى دراسات أخرى فى مجال الرعاية الصحية وفى غيره، وهو أن الناس يتحاشون سماع نتائج الاختبارات والملاحظات التى يعتقدون أنها ستلزمهم بأداء شيء يكرهونه، أو يجدونه شاقا. وقالت الدراسة أيضًا أنه رغم أنك ستشعر بسعادة إن تجاهلت النقد الموجه إليك، فقد تجد صعوبة فى تجنبه كليا. وفى كثير من الأحيان، نحاول أن نجد طرقًا للحفاظ على كرامتنا باللجوء إلى بعض الأساليب التى نخدع بها أنفسنا، مثل التضليل، أو صرف الانتباه عن مساوئنا، وأحيانا نلجأ إلى التشكيك فى قدرات من يقيمون أداءنا. وتظهر الدراسات النفسية التى أجريت عن الإقناع أن الناس يمكنهم خداع أنفسهم بسهولة للاقتناع بأنهم استمتعوا بتأدية مهمة يكرهونها، ولكن عليهم أن يؤمنوا فى قرارة نفسهم أنهم اختاروا تنفيذها عن طيب خاطر، لكن هناك طرق تعيننا على تدريب أنفسنا على التعرف على الحيل الدفاعية النفسية التى نلجأ إليها لا شعوريا للتهرب من مسببات القلق، حتى لا ننساق وراءها ونفترض أننا دائما على صواب، والآخرين على خطأ.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;