جلست أفكر في الحياة وما فيها من ضغوطات وهموم، فجال بخاطري قول الشاعر :
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صفواً من الأقذار والأكدار
فالمرء منا بين شهيق وزفير ... وفجأة تأتي لحظة الموت، فلا تجد لك نَفَساً واحداً تشهقه !!
تأتيك وأنت بين أعز من تملك ... تأتيك وأنت بين أصحابك ... تأتيك نائما كنت أو واعياً .. فتتركك جسداً هامداً لا حراك فيه لتذهب دون تردّد إلى بيتك البسيط الذي سيُبنى لك في دقائق، ولكنه بيت بلا أبواب وتهويات !
لتنهال عليك بعد موتك جملٌ وعبارات من محبّيك ومن أقرب الناس إليك لم تسمعها قيلت لك إطلاقاً في حيااااتك ... رحمه الله ... غفر الله له ... نسأل الله له الجنّة !!
ومع مرور الأيام تنتهي ذكراك ... وتتلاشى سيرتك ... ويموت ذكركُ عند الكثير من أحبابك، لتصبح رقماً في المقابر بين الأموات، وكأنك لم تعشْ يوماً بين الأحياء، بصولاتك وجولاتك وزعامتك ومكانتك ومركزك وأهميتك !!
فعلامَ تغضب وتنقم وتُفسد وتفتن وتخرّب وتفرّق وتكره وتعادي وتقتل وتتعدى على الآخرين !
بل اسعى للخير دائماً، وامشي في قضاء حوائج الناس قدر استطاعتك، واحرص على فعل كل ما يُثقّل ميزان حسناتك، وتمثّل بفعل الطيبين، وإياك أن تظلمَ أحداً أو تهضم حق امرء، وارسم ابتسامة على وجهك لكل من صادفك، فلا تدري متى يحين القضاء وتنقطع الأرزاق فلا تجد لك حياة لثانية واحدة وتؤول لنهاية محتومة !!