محمد خالد السباعى يكتب: انقضى الحفل

انقضى الحفل، وانفض الجميع، وسرعان ما سلك كل منا طريقه، فمن جاء بسيارته تحرك فى لحظاتها، ومن انتظر سيارة مؤجرة لم تأخذ الكثير من الوقت حتى القدوم وتحرك هو الاخر بدوره، ولم يتبقى سوى اسيرى النقل العام، من يعاندون ساعات اليوم فى المضى، من يتخذون من كراسيهم فى النقل العام شبه مأوى من الزحام، من يحتفظون بما تبقى من عقولهم داخل سماعات الاذن التى دائما تحجب عنهم كثير من ضوضاء وصخب الشارع. تحركت الفئة العظمى، وسرعان وبدأ التخلى عن التنمق المفتعل لالتقاط الصور التى كانت الشىء الوحيد الصادق على مدار اليوم، فثمانية ازرار مقفولة اصبحت ستة للشباب، وحذاء بكعب عالى اصبح حذاء رياضى للشابات، وقميص ثُنيت اكمامه عوضا عن غلق أساورها التى كان هذا وضعها فى بداية اليوم، وشعر مهندم لا بأس أن يتحول الى هائش نتيجة لهواء نافذة الحافلة التى لا تملك أن تغلقها، فلو اغلقتها من الممكن أن تختنق لذا فتركها على مصرعيها كان خيارا وحيدا، تحول كل شىء منذ انتهاء الحفل. وتُرِك كل شخص مع شهادة تقدير جهوده ينظر لها متسائلا "هل كان للشهر الماضى اهمية كبيرة كما يدَّعون ام أن جميعنا نتساوى فى النهاية ؟" سؤالا طالما دار فى عقلى بعد كل خطوة، كبيرة كانت ام صغيرة، فى الحياة بشكل عام، فليس هنالك ضمانات مهما حدث، لا اعلم الى اين ؟، تُرِكنا جميعا دون اجابات، شهادات وصور، ذلك كل ما تبقى لنا، كل ما اتمناه أن لا اتساوى مهما حدث، أن اقول يوما "كان يستحق العناء"، لا اكثر من ذلك صدقنى، ففكرة أن تكون نسخة من كثير مؤلمة جدا، اختفاء الهوية وانعدام الظهور، مسايرة التيار صدقنى من الممكن أن يدفعك للجنون . لكن لا عليك فاكثر ما اتمناه حاليا أن اصل حلوان باسرع وقت، فهذه الستة ازرار لم تعد كافية احتاج أن افكهم جميعا، فالجو العام للحفل ما زال يلاحقنى واحتاج أن اتملص منه قدر الامكان، فلا يوجد صور بعد الان، وتأنقى المفتعل لم يعد له اهمية حاليا....



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;