محمد شوقى: البرنس عادل أدهم

من بين العديد من أشرار السينما المصرية نقف كثيرا أمام عادل أدهم صاحب الحضور الطاغى و الشخصية المؤثرة للغاية عند المشاهد ففى كثير من الأحيان يتفوق عادل أدهم شرير الفيلم على كل من بالفيلم وأن كانوا أكثر نجومية و توهجا و أكبر فى مساحة الدور خاصة مع وجود أفيهات خاصة به فى معظم ادوراه على الشاشة ، تاجر القطن الذى أصبح برنس الشاشة ،هربت منه زوجته و تنكر منه ابنه و خطبته فتاة عمرها 19 سنة ، وقال له أنور وجدى " أنت تنفع تمثل بس قدام المرايا " . هو عادل محمد إبراهيم أدهم مواليد حى الجمرك بالإسكندرية 8 مارس 1928 والده موظف كبير فى السلك الدبلوماسى ، أحب الرياضة و تفرغ لها ، لعب كل أنواع الرياضة و تفوق فيهم إلى أن جذبته السينما فشاهده أنور وجدى عندما قدمه كراقص فى فيلم " ليلى بنت الفقراء " عام 1944 ولم يعجبه فقال له " أنت متنفعيش تمثل الا قدام المرايا " فترك الاستديو . واتجه للبورصة خاصة بورصة القطن الذى جعلت منه رجلاً ثرياً وفكر فى الهجرة لأوروبا و قبل أن يعقد العزم عرض عليه صديقه المخرج أحمد ضياء الدين دور هام فى فيلم "هل أنا مجنونة " مع سميرة أحمد عام 1964 فشل الفيلم و نجح عادل أدهم و أنتقل من عمل لآخر حتى جاءته الفرصة الكبيرة عندما اختلف فريد شوقى مع حسن الإمام على الأجر فى فيلم "امتثال " فاستبدله بعادل أدهم فى دور الفتوة ونجح نجاحاً جعله يعمل فى العام التالى 8 أفلام دفعة واحدة كبطولات و يقف ندا بند أمام أبطال و بطلات السينما . وتميزت أدواره بالشر مع خفة الدم أحياناً إلى جانب الافيهات التى تميز بها و ظلت عالقة فى أذهان الناس حتى الآن . من أشهر و أهم أعماله " حافية على جسر الذهب _ طائر الليل الحزين _ المجهول _ حياتى عذاب _ حكمتك يارب _ الشيطان يعظ _ أسياد و عبيد _ الراقصة و الطبال _ أنا المجنون _ القرش _ صفقة مع إمرأة _ كلاب الحراسة _ صاحب الإدارة بواب العمارة _ المدمن _ الفرن _ الثعابين _ رجل لهذا الزمان _جحيم تحت الماء " قدم أكثر من 100 فيلم سينمائى منهم أربع أفلام تحتل قائمة أفضل 100 فيلم " السمان والخريف و ثرثرة فوق النيل و المذنبون و سوبر ماركت" وبالرغم من تفوقه فى أدوار الشر إلا أنه تفوق أيضا فى أدوار بعيدة تماماً عن الشر مثل دوره الأهم فى تاريخه الفنى على حسب ما ذكر فى فيلم "المجهول" وكان دور معاق ذهنيا فاقد السمع لكنه ملىء بالأحاسيس و المشاعر وحصل على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان قرطاج ، كذا دوره فى فيلم " المدمن " مع أحمد زكى . ومن يقول أن عادل أدهم لم يقدم أفلام كبطولة مطلقة فهو مخطئ ،فقدم عادل أدهم عدة أفلام كبطل أول مطلق مثل " الثعابين و رجل لهذا الزمان و العملاق و ثمن الغربة " يعد عادل أدهم الشرير الوحيد فى السينما المصرية صاحب اشهر افيهات منها"ادبح يا ذكى قدرة . يدبح ذكى قدرة" ، "يا قطة" ، "خلصتى التعميرة ياما ليه، ده الضنا غالى ياما" ،"روح ياض.. تعالى ياض"،.هاتى الملحق وحصلينى ياروح أمك" "هنرقص دانس يا روح أمك" ،"أنت كل الناس عندك كلاب، لألألألألأ فى ناس ولاد ستين كلب" ،"أنا مش إنسان إنا عزيز" "إحنا لو رحنا الجنة، مش هنلاقى حد نعرفه" ،"أنا عزيييييز" الحق هو اللى يمشى يا معلم، هع طب ما تمشى ياض" "،اسمع يا روح أمك" ،"القشطه وحشتنى يا رجالة، شعر ولا دقن يا روح أمك" تزوج إنجليزية بعد قصة حب كبيرة ولكن كانت تغار عليه جداً وهربت منه لبلدها وظل يبحث عنها دون جدوى وبعد مرور 25 سنة تفاجأ أن له ولد منها فى إنجلترا ومكتوب بأسم زوجها فذهب له ليراعاه ويحضتنه وجدته يملك كافيه كبير و ينادى على زوج أمه بكلمة بابا فبكى وعندما عرفه بنفسه وقال له انه غنى و معه فلوس كتير ممكن تسعده لم يرحب به وقال له " لا أستطيع أن أغير من مشاعرى تجاه أبى الذى ربانى و أعطانى أسمه " فرفضه إبنه وكانت أكبر صدمة فى حياته ظل يعانى منها حتى وفاته وكان دائم البكاء كلما رأى أب مه إبنه تزوج مرة ثانية من حب آخر تعلق به وحاولت أن تنجب اكثر من مرة دون جدوى حتى ماتت وهى حامل فى شهرها الثالث . عرضت عليه زوجته الأخيرة لمياء الزواج وهى بنت 19 سنه وعمره 55 سنة فعاشت معه أسعد أيام حياتها على حد قولها . وكانت تقول عنه " أطيب وأرق وأحن حد ممكن تعرفه فى حياتك وكان من شدة طيبته يتبرع بأعمال خير محدش ممكن يصدقها وكان يبكى دائماً على أمه " . قام عادل أدهم بأداء فريضة الحج لنفسه ثم لأمه التى كان يحبها حبا كبيراً لدرجة كان يبكى عند سماع أغنية فايزة أحمد " ست الحبايب" وبالرغم من أنه شرير الشاشة إلا أنه يتمتع بطيبة قلب كبيرة و شهامة و صاحب مواقف لا تنسى ،كان يرفض أن يتقاضى أجره من زميل أو زميلة ينتج فيلما و يستعين به ، وكان لا يفارق صديق له فى محنه ماليه أو صحية ، وكان يتبرع بأعمال خيرية كثيرة فى حياته كما قالت زوجته. ظل عادل أدهم برنس كما أطلق عليه حتى فى أواخر أيامه فلا يقبل أى عمل يقلل من شأنه ولا يتعامل مع أى منتج لا يعرفه و له حق الإعتراض الكامل على من يعمل أمامه فلا يستطيع أحد أن يفرض عليه رأيه مخرجا كان او منتجا أو نجم أو نجمه كانت له هيبة فى الاستوديو من الكبير قبل الصغير وكان ينادونه بالبرنس ، و فى 9 فبراير عام 1996 رحل بعد ما أنهكه المرض دون ضجيج إعلامى وقال وهو فى مرضه الأخير " لم يهزمنى أحد فى حياتى إلا إبنى الوحيد و المرض".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;