القارئ محمود حمدون يكتب .. بهرجة الألوان

سرب من غمام يحيط بقرص الشمس ، نظرت لساعة يدي وجدتها تقترب من الخامسة ، تتضاءل الفروق بين المغرب و وقت بزوغ الفجر، لا أدري إن كان الوقت نهاراً يحتضر بلحظاته الأخيرة أم فجر يوم وليد يحبو بخطواته الأولى. تنتشر على المدى البعيد درجات متباينة من الأبيض أو الأسود ، هكذا يبدو أنه حلم، فيقيني أن النوم يخلو من بهرجة الألوان ، حيث تستقر الحياة على حقيقتها دون زيف لكن .. أذاك يعني أني نائم ! فهل يملك النائم وعياً بنومه ؟ أيدرك أنه يحلم ؟ أفقت على لكزة ، عجوز ترغب بعبور الشارع ، تسير بتؤدة دون عصا، ممشوقة القوام ، حادة اللسان بادرتني بقولها : لا يقف مثل موقفك هذا إلا اثنين ، لص يتربّص أو عسس يترصّد ، فمن أنت ؟ أجبتها ضاحكاً : ربما أنا شخص ثالث. لا ثالث فيمن ذكرتهما ، فهات ما عندك .! همست لها بعد أن بدأ الناس في الهطول من كل صوب : ربما تائه لا يعلم إلى أين يمضي. كانت تقبض على معصمي الأيسر بشدة لا تناسب وهن مظهرها ، ردّت بحذر: لا يتوه الآن إلا من رغب في الضلال عمداً. سألتها لاستدرجها بعيداً عن قسوة ألفاظها : هل أنت من سكان المكان؟ أحسست بوخز بيدي، نظرتها فإذا بأظافرها قد برزت كمخالب لبؤة على وشك الانقضاض على فريستها، أسفر ثغرها عن ابتسامة لا أعلم أين رأيتها من قبل ، ثم ..... أفقت ثانية على وكزة بكتفي من الخلف ، و صوت بغلظة يقول : وصلنا آخر الخط ، لم تدفع " الأجرة " بعد.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;