لقد أمن الزعيم الهندى "نهرو " ان المستقبل سيكون فى العلوم والتكنولوجيا فى ارض عمادها الدين والتدين وكان يؤمن بان العلم وحده يمكنه حل مشكلات الجوع والفقر والامية والخرافات والعادات والتقاليد البالية وكان يسعى بكل جهده لتصبح الهند امة عقلانية من المحترفين البارعين المهرة .
لقد مكثت انجيلا سايناوى - الصحفية العلمية البريطانية ذات الاصول الهندية - ستة اشهر فى الهند - تحاور عددا من العلماء الكبار والشباب فى المجالات التى تتعلق بالطب والهندسة والحاسب الالى والصواريخ الذين يساعدون على بعث قوة عظمى علمية فى العالم حيث يتمتعون بأكبر قدر من حرية العمل والاكتشاف .لتستكشف امة من العباقرة كما أرادها "نهرو" لتقول ان الهند ربما تكون مهد المعرفة حيث استخدم الهنود الكسور العشرية والجبر قبل الغرب بقرون من الزمان .
الهند التى يبلغ عدد سكانه4و1 مليار نسمة بها اكبر عدد من العلماء والمهندسين فى العالم برغم زيادة معدل الامية , وبها 400 جامعة تفرز مليونى خريج كل عام من ضمنهم عدد مذهل من المهندسين 600 الف مهندس والاشد رواجا من بين هؤلاء المعاهد الهندية للتكنولوجيا وعددها 16 معهدا . يوجد واحد من كل خمسة من جميع العاملين فى مجال الرعاية الطيبية وطب الاسنان فى بريطانيا من اصل هندى وان ثلث جميع المهندسين العاملين فى منطقة وادى السليكون من اصل هندى كما يدير الهنود 750 شركة من الشركات التقنية .
اهم الرسائل التى يعكسها كتاب" امة من العباقرة " خمس رسائل:
الرسالة الاولى : ان العلم ليس خيارا للامم التى تريد ان تجد لنفسها مكانا بل هو أمر مفروض عليها فى ظل اقتصاد المعرفة وثورة المعلومات
الرسالة الثانية : تتعلق بأهمية التعليم وضرورة الارتقاء به من اجل تحقيق اهداف التنمية والنهضة المختلفة .
الرسالة الثالثة : ان مايتحقق من انجازات فى الوقت الراهن انما هو امتداد لحضاره قديمة تطورت عبر الاف السنين
الرسالة الرابعة : ان النهضة العلمية وحيازة مكانة مهمه بين الامم المتقدمة لا يتحققان الا من خلال التراكم الحضارى .
الرسالة الخامسة : ان النهضة العلمية يجب الا تكون هدفا فى حد ذاتها حيث ان العلم يخدم التنمية و ثبت ان البحث العلمى يخدم الامن الغذائى من خلال المحاصيل المعدلة وراثيا .
وفى النهاية فان الكتاب عبارة عن وصفة تشريحية مهمة لأمة تسير فى طريق التقدم والبناء وباتت محل اهتمام كثير من دول العالم .