القارئة مروة الشيخ يكتب: لماذا يضرب الآباء أولادهم؟

فى الإسلام يجب أن يكون الضرب مؤلما وليس مبرحا، والهدف منه تعليم الطفل معنى الألم المرتبط بالخطأ، فإن أخطأت تألمت، لذا يتعلم الطفل عدم الوقوع فى هذا الخطأ مجددا، أما الضرب المبرح والذى ينتج عنه الجروح والكدمات وأحيانا فقدان لبعض الأجزاء من الجسم كقطع الأذن مثلا أو تهشيم عظام اليدين، فهذا مناف تماما للدين وهو تصرف غير انسانى ويجب أن يعاقب عليه القانون. فى الإسلام يأتى الضرب فى المقام الأخير بعد النصح، بعد الوعظ وبعد التهديد والحرمان من بعض المتع، وأيضا بعد تكرار الخطأ مرات عديدة، أما ما يفعله الآباء فهو عكس ذلك تماما، فهم يعاقبون على أخطاء ربما تكون تافهة، وأيضا على أخطاء ترتكب لأول مرة، وأيضا يعاملون الطفل وكأنه عدو لهم - أو كأنه زعيم عصابة - يفهم ويدرك أخطاءه، بل ويفعلها عن قصد فقط لإغاظة الأب، ما لا تدركه يا سيدى الوالد أن الطفل دائم النسيان، ينسى خطأه ويعيد ارتكابه ليس للعند - كما تزعم- ولكن لأنه نسيه فإن نصحته مرة فما الضير من مرة أخرى ؟!! ولكن السبب الحقيقى للضرب هو الغضب، فعندما يتصرف الابناء بطريقة خاطئة، وعند تراكم الأخطاء يقوم الىباء بتخزين هذه الأخطاء فى عقولهم ويقومون بحفظها جيدا داخل الذاكرة، قد يبدو ظاهريا انهم يعفون عنهم، ولكن الحقيقة أن بركان غضبهم يكون فى مرحلة النضج فتتراكم الأخطاء واحدا تلو الآخر حتى ينفجر هذا البركان بهالات وحمم من أبشع الشتائم والضرب المبرح الذى يكاد يكون قاتلا، فهل من وجهة نظرك سيدى أن ما فعله ولدك يستحق كل هذا العداء؟ هل يستحق أن تعامله كعدو لك تجمع له الأخطاء حتى تجمع عتادك وتشن حربا عليه ؟!! هل حاسبت نفسك مرة على ضربك لولدك؟ هل كنت على حق عندما ضربته؟ أعلم أنه أخطأ ولكنك لم تضربه على خطئه وإنما لأنه ضايقك - اما منعك من مشاهدة التلفاز او اصدر ضجيجا فلم تتمكن من النوم، أو لأى شىء آخر ازعجك او أثر على صفاء ذهنك، او لربما احرجك امام الناس - لذا أن كنت تريد الخير لأبنائك كما تزعم كن صديقا لهم ولا تترك انانيتك تفقدك من هم اقرب اليك من نفسك. نحن نضرب أولادنا لأننا غاضبون، تخلصوا من الغضب تبقوا سالمين.



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;