القارئة نورا عبد الفتاح تكتب: لماذا يحب الكلب الحمار؟

فى اعتقادك؛ لماذا يحب الكلب الحمار كل هذا الحب؟ ويكنّ له كل هذه المشاعر من الشوق والسعادة بالمشاركة ؟ هل انتبهت يومٱ إلى مدى تعلق الكلب بالحمار ؟ يمشى بجواره، يقف حينما يقف الحمار بينما يحرك ذيله بسعادة بالغة وهو بالقرب منه حتى ولو لم يفعل شيئٱ. والحمار شاعر بالأنس، وكأنه يحس منه بتقدير واحترام للمرة الأولى من مخلوق. فحتى أصدقائه وأقاربه من الحمير لا يضعونه هذه المنزلة ولا يقدرونه ذلك التقدير. ولو لاحظت مزرعة متعددة الحيوانات تجدهما متلاصقين وأقرب لبعضهما عن باقى الحيوانات حتى التى من نفس النوع. ربما لأن كلاهما طيب الطبع، يرضى بأقل القليل من الطعام ومن حسن المعاملة؟ ربما الطيبة، البساطة، الصفح والتنازل هم ما يجمعهما على مبادئ واحدة ومنهج ثابت للعيش ؟ وربما أنهما من أكثر الحيوانات التى تواجه إيذاء بدنيا ونفسيا فى كل شارع وكل طريق بدون أدنى خطأ من جانبهما، فالكثيرون يجدون فيهم (صيدة سهلة)، لإيذائهم بالضرب أو إلقاء الحجارة أو حتى إفزاعهم فقط. قال الدكتور ابراهيم الفقى رحمة الله عليه فى أحد ندواته؛ ( احنا ليه بنعتبر الحمار شتيمة )؟ مكان ما نقوله يقعد بيقعد ، الأكل اللى بنجيبه بياكله ، الشغل اللى بنطلبه منه بيعمله، بيسمع الكلام فى كل حاجة، وعمره ما بيقول لاء). بالفعل الحمار من أكثر الحيوانات سلمية وبراءة، هل سمعت يوما عن حمار خائن، مؤذى ضرب أحد بلا سبب أو أساء التصرف فى موقف ما؟ لا أظن ! ولأن الكلب بطبيعته العاطفية الحساسة البادية عليه؛ يبادر هو بإظهار حبه للحمار وليس العكس. بينما يكتفى الحمار بإبداء البهجة المستترة التى تتجلى فى نظراته لصديقه الكلب من وقت لآخر. كم تمنيت أن أمتلك حمارٱ، حيث أرى بيننا العديد من الصفات المشتركة وأتصور لو أننى وبصحبتى كلب وحمار سنكون أسعد ثلاثى على وجه الأرض.