القارئ هيثم فتوح حسن يكتب: ياَ خَيِرَ مِيلاَدٍ..لِأَعْظَمَ أُمَةٍّ

تهل علينا اليوم ذكرى ميلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم. ذلك النبى الذى وصف القرآن خلقه بالعظيم كما قالت زوجته عائشة رضى الله عنها بأن كان خلقه القرآن. فكان صلى الله عليه وسلم متواضعاً. فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضى من أحد أن يقوم له تعظيمًا لشخصه، بل كان ينهى أصحابه عن فعل ذلك؛ حتى إن الصحابة رضوان الله عنهم، مع شدة حبهم له، لم يكونوا يقومون له إذا رأوه قادماً، وما ذلك إلا لعلمهم أنه كان يكره ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه كواحد منهم، ولم يكن يجلس مجلسًا يميزه عمن حوله، حتى إن الغريب الذى لا يعرفه، إذا دخل مجلسًا هو فيه، لم يستطع أن يفرق بينه وبين أصحابه، فكان يسأل: أيكم محمد؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر" (مسلم 91) أما عن رحمته صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم، فرد عليه النبى صلى الله عليه وسلم قائلاً: "أوَ أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟. ورآه آخر يقبل الحسن بن على فقال: إن لى عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "إنه من لا يرحم لا يُرحم". وضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة فى التلطّف مع أهل بيته، حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضى الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير وكان عندما تأتيه ابنته فاطمة رضى الله عنها يأخذ بيدها ويقبلها، ويجلسها فى مكانه الذى يجلس فيه. وعن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت لما رأيت من النبى صلى الله عليه وسلم طيب النفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي، فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرت وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها فى حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسرك دعائي؟ فقالت: وما لى لا يسرنى دعاؤك، فقال صلى الله عليه وسلم: والله إنها لدعائى لأمتى فى كل صلاة. كما جعل العطف على الضعفاء وإعطائهم حقوقهم سبباً للرزق والنصر على الأعداء، فقال صلى الله عليه وسلم: "أبغونى الضعفاء؛ فإنما تنصرون وتُرزقون بضعفائكم". أما عن رحمته فكان يحثّ الناس على الرفق بالبهائم، وعدم تحميلها ما لا تطيق، وعدم إيذائها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته". قال أحد الصحابة: ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: "من حرق هذه؟" قلنا: نحن، قال: "إنه لا ينبغى أن يعذب بالنار إلا رب النار". تلك كانت صور من حياة نبى الرحمة نبى الهدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. بتواضعه ورحمته ورفقه بمن حوله من البشر وغيرهم. أثرت أن أذكرها يوم مولده عسى أن نتحلى بأخلاقه وسنته. صلى الله عليه وسلم.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;