فى ظل ما نعيشه اليوم من أحداث على الساحة المصرية والعربية تتسارع وتزداد وتيرتها يوماً بعد يوم، يراها البعض منا خيراً، ويراها الآخر شرا، هذا الآخر الذى أمطرنا بوابل من اليأس والإحباط الذى جرى بين عروق وعقول شبابنا مجرى السم فى الدم، حتى وصل إلى قلوبهم ومن ثم إلى عيونهم التى دأبت على مشاهدة قناة الجزيرة القطرية "بومة الإعلام"، ويوم بعد يوم أزداد يقيناً بأن ما وصلنا إليه من إصلاح لم يصل بعد إلى إعلامنا الذى ترك البعض منا فى ظلمة هذه الأحداث مشوشا لا يرى ولا يستمع إلا إلى هذه البومة السوداء، نعم وبكل حسرة غادر إعلامنا الساحة بعد أن كان إعلامنا كشعارنا نسرا يحلق فوق رؤوسهم، لم يدرك بعض المسئولين عن الإعلام المصرى حجم وأثر ومعنى مفهوم حروب الجيل الرابع، التى يمكن أن تجعل من الأمن القومى لأى دولة من دول العالم أثرا بعد عين.
لقد كانت الجزيرة القطرية وراء كل هذه الأحداث والقلاقل التى غمرت ساحتنا العربية والداخلية على وجه الخصوص فهم وعلى حد قولهم كانوا هنا وكانوا هناك خلف كل هذا الظلام والقتل والقصف والخراب الذى اعتلت جدرانه هذه البومة (الجزيرة القطرية) والسؤال الذى تبادر إلى عقلى الآن هل يعقل أن ما وصلنا إليه من إصلاح اقتصادى كبير، لم يصل بعد إلى عقول وأذهان القائمين على الإعلام المصرى أم أن الإصلاح لم يصل إلى الإعلام المصرى وتوقف عنده فلم تصل يداه إلى الإعلام هكذا طرحت عليكم هذا السؤال ذى الوجهين لعملة واحدة لكن بالطبع لن تكون الإجابة واحدة، ففى الأمرين متسع من السطور الفارغة على السادة المسئولين عن إعلامنا ملؤها لتقدم لنا منظورا إعلامياً جديداً يخاطب عقول الجميع ويقدم لوكالات الأنباء العالمية الخبر ولا يترك الآخر يقدم أخبارنا لهذه الوكالات العالمية، ومن ثم يساهم فى نشر الصورة الصحيحة غير المغلوطة عن بلادنا، ولا يترك للآخر مساحة فارغة يملأها الآخرون كيفما صاغتها أيديهم وعقولهم ليسدلوا ستائرهم السوداء فوق أعيننا فلا يرى بعضنا إصلاحا ولا تنمية ففى عتمة هذه السنوات من تاريخنا تراجع النسر فى الظلام، ودخل طائر البوم ساحتنا الإعلامية مستغلا تراجع النسر فإلى أين سيتراجع النسر وإلى أى حد سيصل طائر البوم إلى مبتغاه بات على النسر أن يشق هذا الظلام بجناحية ليغرث مخالبة فى أحشاء طائر البوم ليخلصنا من شؤم منظرة ورداءة صوته.