القارئ حسن مصطفى عويس يكتب: لا تَفقد ذراعاً

نقرأ القرآنَ كثيراً ولكن تغيبُ عنا بعض آيات جرتْ فى القرآنِ الكريم، كما أننا لا نتخذٌها عبرةَ وطريقَا نسير فيه، ومن هذه الآيات قوله تعالى "سنشدُ عضدَك بأخيك"، قالها اللهُ تعالى لسيدنا موسى حينما رأى منه ضَعفاً، ولقد كان اللهُ -تعالى- قادراً على أن يحمى نبيه ورسوله بملائكة أو طيور أو جبال كما حدث مع بعض الأنبياء، فنرى أن الله حمى نوح بسفينة وحمى عيسى حين رفعهُ إلى السماء، فنحن نؤمن حق اليقين أن الله على كل شىء قدير، ولكن الله اختار منْ لكى يساعد نبيه، اختار من هو أقرب نسباً وأشد حباً وإخلاصاً، اختار أخاه سيدنا هارون -عليه السلام- لأن علاقة الأخوة علاقة لا يشوبها نفاق ولا يغطيها رياء ولا تملق، علاقة يجمعها الحب والتعاون والتآزر والاتحاد، فحينئذ ندرك حق الإدراك قيمة أن تملك أخاً. ففى القرآن أيضاً طلب موسى-عليه السلام- من الله أن يعينهُ بأخيه هارون ليكمل ما به من نقصٍ، فقال "واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيراً من أهلى هارون أخى أشدد به أزرى وأشركه فى أمرى"، فمن ملكَ أخاً فقد ملكَ كلَ النعمِ، فإذا حُرِمَ أخوه من نعمة ما كالبنين أو غيرها وملكها أخُ له فقد ملكها بدون نقص، فإنه لا فرق يُذكر حين الحديث عن الأخويين لذلك كل أخٍ فى البيئة الصغيرة أو ما يُسمى بالمجتمع الصغير أى وهو البيت يشكلان بنياناً واحداً مترابطاً يرأسهُ رب البيت، وكذلك فى المجتمع العام بين كل أبناء الدين الواحد والوطن الواحد والقرية الواحدة، ولقد ضرب لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة إذ قال "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا"، وقال صلوات الله عليه ايضاً "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" صدق رسول حين قال وفيما قال . فإذا تحدثناً كثيراً عن فضل اتحاد الأسرة وترابطها، وأن يدرك الأخ قيمة أخيه الذى يجاوره فى الغرفة، وربما فى السرير ولا يرضخ لأى مُؤثِر مهما عَظُم يمكنهُ أن يضر بالعلاقات بينهم أو يُنشبَ مشكلات بينهم فالله -تعالى- حينما وصف المؤمنين فى الجنة قال "إخوانا على سُرر متقابلين" لم يقل الله تعالى أصدقاء أو أصفياء أو أنجياء أو أخلاء بل قال إخواننا لدلالة على أنها أكبر وأعظم علاقة يمكن أن تجمع شخصين، فوصفك بالأخ شىء كبير، هناك مثل مصرى يقول إنك حينما تتعثر فى صخرةِ فإنك تصرخ بقولك "أخ" وذلك المثل يَذكره لنا كل آبائنا وأمهاتنا لتوضيح قيمة الأخ، فلا يمكن لكلمات تُكتبُ وقلم يَجرى وحبر يسيلُ أن يصف هذه العلاقة، فتبعاً لهذا القول فإن فقدان أخ أو خسارته لسبب ما مهما كَبُرَ شأنه ومحتواه، فإنها -والله-أكبر خسارة لا يمكن إعاضتها لا بأولاد ولا بزوجة ولا مال لماذا؟!، لأنها علاقة لا تُشترى بمال ولا تُباع فى سوقٍ وكذلك لا تُزرع بل إنها فطرة فطرنا الله عليها، فلا تحاولنّ أن تُفسدها فتفقد ذراعاً من جسدك ولا ندرى أى عضو بعده ستفقد، فحاول أن تُذكر سيرتك بالخير والجود والإحسان فقد قال الشاعر أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم***لطالما استعبد الإنسان إحسانُ. فإننا نرى فى كثيرٍ من البيوت المصرية وهذا شىء لم نكن نألفهُ أن يتخاصم الأخوان ويقطعا سبل توادهم ولا يصلان رحمهما وهذا يُفتر القلوب فى أى حال صارت الاسرة وإننا شعبُ يذكر بالاتحاد والتكاتف والترابط . لذلك يجب الحديث وتوعية الشعب وأبناءه بأهمية تلك العلاقة. أنا لدى بعض أذرع جسد متكامل لا أريدُ خسارته لذلك أقول "أنا أُحبُ عائلتى أحبُ إخواني".



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;