القارئ محمد الفرماوى يكتب: الغزو العثمانى لليبيا والردع المصرى

بعد فشل النظام التركى فى عرقلة التعاون المصرى اليونانى القبرصى وبخاصة فى مجال استغلال الثروات فى المياه الاقتصادية والإقليمية واستخراج الغاز منها فى منطقة شرق المتوسط، سعى النظام التركى إلى محاولة الخروج من أزماته الداخلية والاقليمية الى فرض نفوذه على دولة ليبيا بالتعاون مع حكومة الوفاق الليبى التى لا تمتلك رؤية استراتيجية ولا خبرة حيال تفاعلات العلاقات الاقليمية وكيفية تأثيرها على مرتكزات الأمن القومى العربى، وذلك بعقدها اتفاق ثنائى للتعاون، وهو الأمر الذى استغلته الحكومة التركية فى حث برلمانها على السماح بالموافقة على نقل قوات تركية الى ليبيا. وكانت تركيا قد صرحت بأنها بدأت بالفعل فى نقل مستشارين عسكرين من المخابرات العسكرية وما لا يقل عن ألف مقاتل من المرتزقة الموالين لها من سوريا الى طرابلس، للتمهيد لاستقبال قواتها ومدرعاتها القادمة، لاستخدام الأراضى الليبية لتنفيذ ضربات مختلفة وخلق مجال حيوى لها فى منطقة المتوسط وتهديد الحدود المصرية الغربية، وذلك ضمن سياستها التوسعية فى المنطقة سواء فى سوريا وليبيا وغيرها مستغلة انشغال النظام العربى بالأزمات المتفجرة فى أرجاء الوطن العربى. وتعد ليبيا أحد أهم أعمدة الأمن القومى العربى والمصرى على وجه الخصوص، وتشكل هى ومصر عمقا استراتيجيا متبادلا نظرا لطول الحدود المشتركة بينهم، وتتسبب تلك الممارسات التركية فى زيادة التوتر الاقليمي والذى قد يقود إلى مواجهة عسكرية محتملة، وقد عبرت مصر والدول العربية وبعض الدول الأوربية الصديقة عن إدانتها للمجون للممارسات العدوانية التي يمارس به أردوغان سلطته فى تركيا والاقليم، واعلن الجيش الليبى الوطنى بقيادة المشير خليفه حفتر والقبائل وابناء الشعب الليبى الشرفاء عن الاستعداد لردع العدوان التركى الطامع فى خيرات ليبيا. ومن جانبها، أعربت مصر عن قلقها ازاء الأمر، وقامت القوات البحرية المصرية بمناورتين بحريتين بمشاركة حاملة الطائرات والقطع البحرية والغواصات من أجل توصيل رسالة ردع الى من تسول له نفسه المساس بالمصالح الاقتصادية المصرية أو العبس بمرتكزات الأمن القومى العربى، وفى نفس الوقت يعقد فى القاهرة اجتماع بمشاركة كل من فرنسا وايطاليا واليونان وقبرص لبحث الأزمة، وهناك اتجاه وتحركات دولية واسعة لفرض حظر طيران وبخاصة فى طرابلس لمنع الطائرات التركية من نقل المقاتلين والمعدات الى ليبيا، ومن الملاحظ أن تركيا تتدخل فى دول الاقليم كلما اقتربت الازمات فيها من الحل، فقد تدخلت فى سوريا بعد أن اوشك نظام الاسد على طرد المقاتلين وفرض السيطرة لخلق وضع مضطرب، وتدخلت فى ليبيا مع قرب تطهير الجيش الوطنى الليبى طرابلس العاصمة من المقاتلين، لا شك أن السياسة التى يتبعها أردوغان فى الجوار الاقليمي باتت محل جدل كبير واستياء من كثير من الدول، والتى تقود تركيا الى العزلة وربما الفوضى.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;