القارئة ماريان جرجس تكتب: عالم معزول وبقعة نور من تاج الشرق الأوسط

بين المطرقة والسندان؛ هكذا جعل كورونا العالم كله أمام أمرين الأفضل منهما مرّ ! بين الاقتصادات المُهددة بالانهيار، فحتى الآن فاتورة كورونا الاقتصادية تتعدى الـ 14 تريلون دولار، وبين الحجر الإلزامى وتعليق العمل من أجل الوقاية والحد من الإصابات. فحتمًا يوما ما سينتهى ذلك الأمر، ولكن كيف سيحكم التاريخ على سياسات كل دولة التى اتخذتها لمواجهة الأزمة عندما نطوى تلك الصفحة من تاريخ البشرية؟ فتلك الكارثة أماطت اللثام عن كثير من الحقائق، وعلى الرغم من أن اقتصادنا من الاقتصادات النامية، ولكنه تحمل الصدمة بوسائد هوائية، فلم يتأثر الإنتاج - مثلا- فى مصانع مدينة العاشر من رمضان إلا بمقدار 10 % فقط اثر أزمة كورونا . لم يكن هذا من قبيل الصدفة ولكنه كان نتاج جَهد منذ عام 2014م على كافة الأصعدة، الصناعية والتجارية وبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وبرامج الحماية الاجتماعية ونسف العشوائيات والمبادرات الصحية. ولم يكن هذا فحسْب، بل هناك أربعة أخطاء جسام لم تقترفها الدولة المصرية العظيمة فى حين ارتكبها الآخرون، أولها التهاون والاستخفاف بالأزمة كما حدث فى بعض الدولة ثم انفجرت بعد ذلك أعداد الإصابات والوفّيات بها ومن ثمّ كان الحذر حليفًا للدولة المصرية فى كل خطوة بل كانت تتلمس خٌطاها. ثانيها:- “التخبٌط" والذى ارتكبته كثير من الدول، مما انعكس سلبًا على آلية السيطرة على الأزمة، ليس التخبط السياسى فقط أو فى حزمة القرارات المُتخذة لمجابهة الوباء ولكن التخبُط العلاجى أيضًا والانجراف وراء أى عقار مما أهدر الأموال وعبث بالبرتوكول العلاجى الُمتبع. ولكن فى مصر كانت الأمور واضحة من البداية، كانت القرارات منظمة ورشيدة، كما تحرص القيادة على التوضيح دوما، لماذا اتُخذ هذا القرار وعلى أى أساس، ولماذا اتُخذ ذاك القرار وعلام ارتكز. أما عن تسييس الأزمة فكانت مهمة الرئيس التركى الذى رأى فى تلك الأزمة الصحية فرصة لا تعوض لتكبيد معارضيه فى إسطنبول وأنقرة خسائر فادحة، وإثارة السخط الشعبى عليهما، لا يعبأ بالأرواح التى زهقت نتيجة تردى الأوضاع يهما ومنعهم من جمع التبرعات وغلق المستشفيات الميدانية والمخابز المجانية يهما كما ذكر موقع أحوال التركي. فحقًا كما قالها الرئيس السيسى "زمن عز فيه الشرف". الخطأ الرابع والذى لم تقع فيه الدولة المصرية أيضًا وهو سرعة فتح الاقتصاد مثل بعض الدول التى كادت تسيطر على الوضع فعادت لتفتح اقتصادها وتعيد العاملين ولكن سرعان ما تعرضت لموجة ثانية أكثر عنفًا. ففى مصر كان الإيقاع مضبوطًا، لا يسٌرع فجأة ولا يتباطأ فجأة ولكن إيقاعا حكيمًا، ربما كان أحد الأسباب فى تسطح منحنى الإصابات حتى الآن. لا نعلم متى ستغرب تلك الكارثة اللعينة عن وجه الأرض، ولكن نعلم جيدًا أننا فى أيدى أمينة وحكيمة.. لأنها مصر!



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;