القارئ سامح حسانين يكتب: من القاتل؟

اليوم سنعيش مع أحداث حكاية جديدة والتى اتمنى أن تحوز على إعجابكم، واخترت عنوانا لها من القاتل؟ فهيا بنا نعيش أحداث القصة، انتهت مريم من أداء امتحانات نهاية العام، حيث إنها طالبة بالصف الثالث الإعدادى واليوم كان آخر أيام الامتحانات، فخرجت هى وصديقاتها عبير وسلوى ومروة، كن جميعا سعداء بانتهاء الامتحانات، وأخيرا أصبحن أحرارا ولا مذاكرة ولا أى شيء، قالت عبير وهى تنظر بابتسامة لمريم: أكيد إنتى أكتر واحدة فينا فرحانة يا مريم لأنك إنتى تعبتى طول السنة مذاكرة وعدم خروج من البيت إلا بطلوع الروح. ضحكت مروة، وأكملت عبير الحديث: طبعا يا بنتى دى مريم أشطر واحدة فينا، وكانت أكتر واحدة فينا بتذاكر، تلاقى مامتها دلوقت مستنياها وهى فرحانة، بس أنا عارفة مامتك يا مريم مش هتكمل فرحتها الا ماتشوف شهادتك بعنيها وتطمن على تعبها معاكى. قالت مريم: الحمد لله يا بنات، أنا فرحانة لأن امتحان النهاردة كان سهل خالص وكنت مذاكرة كويس، وإن شاء الله أجيب الدرجات النهائية، عارفين يابنات أنا نفسى أطلع مهندسة، ده حلمى من زمان، وبابا بيشجعنى على تحقيق الحلم ده. نظرت لها سلوى بنظرة حقد وغل دفين، وداست على أسنانها وهى تقول: طبعا يا مريم لازم يشجعك إنتى بنته الوحيدة وباباكى بيشتغل ومامتك كمان ومخليينك مش عايزه حاجة كل طلباتك مجابة، إنما إحنا ربنا يتولانا. تنبهت عبير ومروة من نبرات صوت سلوى بأنها ستخرج سمها فى وجه مريم وسيتشجاروا كعادتهم حينما يتحدثن مع بعضهن البعض، فبدأن يغيرن سير الحكاية، وقالت عبير: قوليلى بقى هتعملى ايه النهارده، أنا عن نفسى هأروح أرمى الكتب اللى كانت كاتمة على نفسى سنة بحالها، ردت مريم بابتسامة صافية وحب كبير: أنا النهارده هأرتاح من هم المذاكرة وعلى فكرة ماما وبابا قالولى أعزمكن تتعشوا معايا وبعد كده نخرج مع بعض ماتنسوش تيجوا. ووجهت نظرها لسلوى وقالت: وانتى كمان يا سلوى أنا هأفرح جدا لو جيتى بس دلوقت سيبونى شوية يابنات عايزة أتمشى لوحدى على شط الترعة، عايزة أشم ريحة الزرع وأشوف المياه واتكلم معاها. نظرت عبير وسلوى ومروة لبعضهن البعض مع ضحكة لها مغزى، وقلن فى صوت واحد: امممم بقى الحكاية كده، اتكلمى اتكلمى ياختى واحنا إن شاء الله هنيجى بعد المغرب نتعشى معاكى بس ماتنسيش نفسك وتروحى على طول علشان مامتك وباباكى مايقلقوش عليكى وودعوها وذهبوا. أما مريم فسارت بين الحقول الخضراء إلى أن وصلت إلى شط الترعة، فنظرت إلى المياه الجارية وتذكرت أنها اجتهدت وتفوقت، وكانت تواصل الليل بالنهار وهى تذاكر دروسها لأنها كانت تريد أن تكون مهندسة مثل جارهم حسن الطالب فى السنة الأولى لكلية الهندسة، حيث كانت مريم معجبة به وتطمح أن تكون مثله مهندسة حتى تلفت نظره لها، فجلست على صخرة كبيرة على شط الترعة، ونظرت للمياه وتخيلت وجه حسن يخرج من الماء وينظر لها فى حنان وكأنه يقول: النهارده كان آخر يوم امتحانات ليكى وأنا متأكد انك هتجيبى مجموع عالى وتدخلى المدرسة الثانوية وتحصلينى فى كلية الهندسة. فكانت مريم ترد على الصورة بابتسامة حانية: طبعا يا حسن، أنا كنت بذاكر علشانك وعلشان أكون زيك مهندسة، نفسى يا حسن أكبر وأكون معاك فى الكلية، أنت فى سنة رابعة وأنا فى سنة أولى، وتحبنى ونتجوز يا ترى ممكن تحبنى يا حسن؟. فردت عليها الماء متمثلة فى صورة حسن: أنا مستنيكى وورينى شطارتك. لم تنتبه مريم للوقت فظلت تكلم صورة حسن فى الماء بخيالها وترد عليها، قالت كلاما كثيرا، وقال لها حسن كلاما أكثر إلى أن فرغ الشارع المجاور للترعة من المارة، وفى لمح البصر ظهر شاب طويل القامة يرتدى بنطلونا أسود اللون وقميص أسود اللون أيضا ويضع على وجهه قناعا أسود حتى لا يعرفه أحد، إذا نظرت له وهو فى وضعه هذا دب الرعب فى قلبك وفررت منه. اقترب هذا الشاب من مريم الجالسة وحيدة على شط الترعة بخطوات هادئة لم تشعر به المسكينه إلى أن أصبح خلفها مباشرة، فرأت خياله فى الماء أمامها وهى تتكلم مع صورة حسن فقامت فزعة مضطربة لشكله المخيف، ولكن كان هو أسرع منها فأخرج خنجرا وفصل رأسها عن جسدها مع وضع يده على فمها حتى لا تصرخ، فطارت رأسها بعيدا وسقط الجسد مكانه، سقطت أحلامها وسقط حبها لحسن وسقط طموحها وسقطت أحلام والديها كل هذا سقط مع سقوط جسدها. بهدوء شديد أخذ هذا الشاب رأسها ووضعها بجانب جسدها دون خوف أو توتر كأنه يعلم ماذا يفعل، وتركها وعاد من حيث أتى وكأنه لم يفعل شيئا . ترى من هذا الشاب الذى قتلها ولماذا فعل بها هذا؟.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;