القارئ يحيى السيد النجار يكتب: مصر وأفريقيا.. الماضى والمستقبل

إن الربط بين العرب وأفريقيا من منظور يحلل الواقع.. ويتطلع إلي المستقبل.. عنوان أن أكثر من نصف سكان العرب في قارة أفريقيا.. والمعطيات التاريخية تؤكد قوة العلاقة بين العرب وأفريقيا بعوامل التاريخ والجغرافيا والحضارة.. ومع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي.. نصح الرسول (صلي الله عليه وسلم) أتباعه بالهجرة إلي الحبشة.. هربا من اضطهاد المشركين في مكة.. حيث بها ملك لا يظلم عنده أحد.. بل مع التطور الكبير في حياة العرب وقتئذ حدثت النقلة النوعية في تاريخ العلاقات الثقافية بين العرب والأفارقة.. والإسلام أعطي لتلك العلاقة بعدا عقائديا.. وأعطت اللغة العربية المحتوي اللغوي والثقافي.. ومع تخوف الاستعمار من نفوذ المسلمين لجأ لإضعاف فاعلية الإسلام معنويا.. ولو عدنا للحقائق التاريخية نجد عمق التفاعل الجغرافي بين العرب والأفارقة.. فمنذ اندفع الفراعنة إلي قلب القارة الأفريقية بحثا عن منابع نهرهم المقدس (النيل).. والرحلات التجارية التي أرسلتها الملكة حتشبسوت في الألف الثانية قبل الميلاد إلي بلاد الصومال وشرق أفريقيا نمت العلاقة بين العرب وأفريقيا.. وفي العصر الحديث بزمن الرئيس عبد الناصر.. جاء ربط النضال المصري بنضال بلدان أفريقيا ومصيرها وتحررها.. وارتبط هذا الزمن بالبعد الاستراتيجي للتضامن العربي الأفريقي .. وكانت مصر تمارس دورها الاستراتيجي بفهم ووعي سليم.. من أجل تحرير أفريقيا وتخليصها من سيطرة الاستعمار.. وجاءت حقبة مبارك وابتعدت مصر عن أفريقيا.. بل لم يكن لها دور لحل النزاعات الإقليمية في العديد من بلدان أفريقيا.. ولم ننظر لطبيعة الإستراتيجية الصهيونية في أفريقيا بهدف بناء شرعية وجودها.. والنقطة الأهم مياه النيل.. ونقطة الماء بؤرة الحلم الصهيوني في إنشاء إسرائيل في قلب الصحراء.. وكانت النظرة للمياه قائمة منذ فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.. وتهجير اليهود إلي فلسطين المحتلة مفتوحة علي اتساعها.. ومنها هجرة يهود الفلاشا من إثيوبيا.. في هذا الإطار من الزمن كانت النظرة لمطامع الكيان الصهيوني في مياه نهر النيل.. ومنذ مبادرة السادات لنقل المياه عبر ترعة السلام لري سيناء وفكرته بنقل مياه النيل للقدس بمسمي مشروع زمزم الجديدة.. لتكون في متناول المترددين علي المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وكنيسة القيامة وحائط المبكي.. مساهمة من مصر لتأييد مبادرة السلام.. وكانت إسرائيل أيامها تنشد شراء مليار متر مكعب من مياه النيل وتلي ذلك قيام شركة (تاحال) الصهيونية صاحبة تخطيط ودراسة المشاريع المائية منذ العام 1948 بالتعاون مع إثيوبيا بغية الحصول علي مياه نهر النيل.. بل والتأثير علي حصة مصر من مياه النيل.. تلك جوهر تعنت الفكر الإثيوبي مع مصر لمياه النيل.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;