القارئة نهلة خرستوفيدس تكتب: أنوثة تحت خط الانقراض

أنثي يفوح عطرها أينما حلت، يداعب الياسمين وجنتيها ومن عينها تشرق الشمس ويبدأ الصباح بنورها، يتمايل غصنها بين الرياحين وتنثر رائحة عطرة. الأنوثة هي باقة من الصفات والمقاييس التي يحددها المجتمع للمرأة. الأنوثة في الجمال الطبيعي الرباني الذي لا تصنعه أيادي أطباء ولا تدخلات جراحية. جدير بالذكر، أن عمليات التجميل هي نوع من العمليات الجراحية التي تهدف تحسين للملامح وليس تغييرها ويخضع لحدود مسموح بها، ولكن القرار بالإقدام على هذا النوع من العمليات لا يجب أن يكون سريعًا وعشوائيًا، وهناك فرق بين تعديل عيب خلقي وبين تغيير ملامح الوجه. ربما بعض من السيدات يرغبن في تقليد شكل المشاهير وهوسهم بهم مما يضر شكلهم أكثر مما يفيدهم. وللأسف الشديد ان الإقبال علي عمليات التجميل والرغبة في المواظبة عليها كل فترة يشكل خطورة على المرأة ويجعلها كالمسخ اًو كشكل دمي بلاستيكية بدون روح . هل أصبحنا نستنسخ الملامح حتى تحولت لمسخ؟ هل وصلنا إلي هذا الحد من التقليد الأعمي؟ هل افتقدنا الحس الجمالي الحقيقي في حياتنا؟ نعم أعتقد أنها الحقيقة ومع تواصلنا المكثف بمواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك التطبيقات التي تبرز مظهرك أكثر من حرفك أو فكرك ومتابعتنا لمشاهيرها الناتج عن ساعات طويلة من الفراغ والوحدة، هذا الفضاء الافتراضي سن معايير جديدة وعالمية للجمال مثل مدى استقامة أنفك وبروز عظمة وجنتيك ومدى حجم شفتيك المثيرة ونحت جسمك وإبراز الصدر.. عدد "اللايكات" التي تحصل عليها بعد نشر صورتك، عدد "متابعينك" و"كومنتات" معجبينك.. كلها أرقام تحكمك. مجتمع زائف يريد منا الظهور بأحدث صيحات الموضة، متناسين ذوقنا الأصيل المبني على شخصياتنا الحقيقية. الجمال الحقيقي هو ما يبعث فينا إحساساً جمالياً ممتعاً للعين وشعورا بالإعجاب، لذا قال البعض إنه عبارة عن غدة بصرية (تنجذب العين عن طريقها بكل ما هو جميل). «إيريك نيوتن» بدوره يقول: «الجمال هو شيء يبعث فينا اللذة والمتعة وما يسر ويبهج إنساناً لا يبهج بالضرورة إنساناً آخر». نصيحتي لكل سيدة تمسكي بجمالك الرباني وكفي عبثًا بجمالك فالله خلقك في أحسن صورة، والأفضل أن تفكري في تجميل عقلك وفكرك وروحك.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;