د. داليا مجدي عبد الغني تكت: الشياكة ثم الشياكة

كلمة "الشياكة"، كلمة مطاطة، وليس لها معنى أو تعريف مُحدد، رغم ذلك نستعملها في مواقف كثيرة في حياتنا، فنحن دائمًا ما نُطالب الآخرين بالتعامل بشياكة، وكذلك نسعى لأن نرتدي أشيك ما لدينا، ولكن أهم شيء في هذا الأمر أن نتصرف في كل شيء في حياتنا بشياكة، بمعنى أن نغضب بشياكة، أي أن نُعاتب من غضبنا منهم، ونستمع لأعذارهم، ونصفح عنهم، طالما ارتأينا أن هُناك ندم حقيقي بداخلهم على ما بدر منهم، وكذلك نفرح بشياكة، أي نحترم ظُروف الآخرين، سواء كان مرض، أو حُزن، أو انشغال، فلا نجعل طُقوس أفراحنا تتسبب في ضيق الآخرين، أو جَرح لشعورهم، وكذلك لو قررت أن ترحل عن شخص، عليك أن ترحل بهدوء وشياكة، دون أن تتسبب في جرح شعوره، أو النيل منه، والإساءة إليه. وإذا أردت الاهتمام بشخص، فعليك أن تهتم به بشياكة، بمعنى ألا تحجُر على حُريته الشخصية، أو تُشعره أنك وليّ عليه، أو مسئول عنه. وإذا شعرت بمشاعر جميلة تجاه شخص، عليك أن تنتقي كلماتك التي تُشعره بمشاعرك تجاهه، والتي تعتمد في الأساس على اللباقة والشياكة. فالإنسان عندما يكون شيكًا في تصرفاته، يجعل كل من حوله يرغب في التودد إليه، ويُحبون التعامل معه؛ لأنه يكون في كل الأحوال شخص مُريح، وودود، وذُو خُلق كريم، فمن يتعاملون معه يكون لديهم الثقة التامة في أنه صاحب مبادئ خاصة، تجعله يأبى أن يسلك أي سُلوك منبوذ، أو يأتي بأي تصرف ينال منه، أو من الآخرين، ودائمًا ما ينأى بنفسه عن المواقف التي تضعه في منطقة غير لائقة، علاوة على حرصه الشديد على احترام الآخرين، والرغبة في تيسير كُل الأمور والسبل أمامهم. فالشياكة ليست مُجرد شكل خارجي، ولكنها سُلوك، وتصرف، وموقف، ومظهر، وعلينا أن نكون ناس شيك، ولا نقبل التعامل سوى مع الناس الشيك، فالشياكة لا تقتصر على الأناقة فحسب، بل إن أساسها هو التعامل بلباقة.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;