محـمد شـوارب يكتب: ليت كل الشباب مثل هؤلاء !

هناك رسالة إلى شباب العرب حتى لا يخيب ظنى بهم. ولعلنى أرى البعض فيهم فصيح اللسان والفكر السليم، فقد يطمئن العرب على مستقبل شباب العرب. هؤلاء هم الشباب الوطنى المخلص الذى يحب وطنه ويضحى من أجله وفى سبيل رفعة وإعلاء شأنه، هؤلاء هم الشباب الذين يحترمون بلادهم وقانون بلادهم ويخافون على مستقبل بلادهم وأمتهم ولا يؤذون بلادهم مهما حدث، أنما هم أو البعض منهم يضحون بالغالى والنفيس من أجل أن يكونوا عبرة وصورة حقيقية معبرة عن شباب واعى وناضج الفكر المستقيم، شباب لا يميلون إلى التطرف والإرهاب والتخريب، شباب أندر من النادر أن تجدهم وأقل القليل.

بلا شك إن خدمة الإنسانية اليوم هى فى أشد الحاجة إلى شباب عربى وأناس يضحون بإمكانياتهم ومستقبلهم فى سبيل تحويل تيار العالم من الشر إلى الخير وخصوصاً فى أمتنا العربية أولاً، فلا بقاء للإنسانية بدون هؤلاء.

إن الأمم المتحضرة المنصرفة بزمام العالم المتمدن، لا تستطيع بحكم حياتها المصطنعة المترفة أن تتعرض للخطر وتتحمل المتاعب والمصاعب فى سبيل أن تنهض دولاً أخرى للإصلاح والبناء وخدمة الإنسانية البائسة والذين يطالبون دائماً بحقوق الإنسان ولا تستطيع أيضاً أن تضحى بشبابها بشئ من دقائق مدنيتها وتأنقاتها فى الملبس والمشاكل، وأن تتنازل عن حظوظها ولذاتها وزخارفها فضلاً عن حاجاتها، وأنه لا يوجد فيها أفراد يقوون على قهر شهواتهم، والحد من طموحهم والزهد والفضل فى الحياة ومطامع الدنيا، والقناعة بالكفاف، ولكن عندما تنظر إلى أمتنا وشبابها فأنها أمة تضطلع بأعباء كثيرة وتقوى على التضحية والإيثار، تلك هى الأمة العربية القوية السليمة بشبابها السليم الذين هم أبر الناس قلوباً وأعمقهم علماً وأقلهم تكلفا، تلك هم الشباب الذين يحبون وطنهم ويضحون من أجله ويا ليت كل الشباب مثل هؤلاء. مما لا شك فيه إن العالم لا يسعد وخيرة الشباب فى بعض العواصم العربية عاكفون على شهواتهم تدور حياتهم حول المادة والمعدة لا يفكرون فى غيرهما، ولا يترقون عن أعباء الوطن والأمة، ولقد كان شباب بعض هذه الأمة ضحوا بمستقبلهم فى سبيل المبادئ التى اعتنقوها التى هى أكبر منهم نفساً وأوسع منهم فكراً.

إن سعادة الوطن والأمة، بل البشرية أجمع تقف على هؤلاء الشباب وما يقدمونه من تضحية وإيثار وما يتحملونه من خسائر ونكبات وضحوا فى سبيل المصلحة الاجتماعية وفى سبيل أن تستقيم البشرية وسعادة البشرية وصلاح العالم. فقد أراد الله بالإنسانية خيراً وتشجع العرب بما فيهم من روح الإيمان العالية والإيثار، فقدموا أنفسهم فداء للإنسانية كلها وزهدوا فى مطامع الدنيا طمعا فى سعادة الآخرين من النوع الإنسانى الآخر وضحوا بكل ما يحرص عليه الناس من مطامع وشهوات وآمال وأحلام، فهؤلاء الشباب الذين فنوا أعمارهم فداءً لأوطانهم وقابلوا بصدورهم المتفجرات من أهل الشر، حرصوا على أن يضحوا بأنفسهم فى سبيل أن يعيش آخرون، فأخلصوا العمل لله. فكان مصيرهم الشهادة والجنة عند رب العالمين.

إن أمتنا العربية وشبابها العربى لا يمكن أن يصل إلى السعادة إلا على قنطرة من جهاد ومتاعب يقدمها هؤلاء الشباب المخلصين من خيرة الأمة، وإن الأرض لفى حاجة إلى سماد، وسماد الأرض العربية الذى تصلح به وتنبت زرعه هى المطامع الفردية التى يضحى فيها الشباب العربى فى سبيل علو مكانة الأمة العربية وبسط الأمن والأمان والسلام على الأمة وأوطانها وانتقال الناس من الطريق المؤدى إلى الشر إلى الطريق المؤدى إلى الخير.

شباب العرب عليهم أن يستعيدوا مكانة الأمة وأوطانها اللائقة بهم وأن يحافظوا على مكانتها لما لها من أهمية كبيرة جدا، لأن الوطن يلعب دوراً كبيراً فى تاريخ الإنسانية ولأنه يحتضن منابع كثيرة من الثروة والقوة، ولأنه وصلة بين أوروبا وأمريكا وبين الشرق، وهو قلب العالم النابض بل أمتنا العربية نابضة بالروح والدين ويدين فى حبها وولائها، فالعالم العربى هو شعور عميق لقومية عربية التى ضاقت وأختفت الآن، وربما يعيدها هؤلاء الشباب العربى مرة أخرى إلى وطن عربى ومجد عربى.

فعلاً الشباب العربى هو النعيم الحاضر والغد المضمون، هو فعلاً الثمن القليل جداً لسلعة غالية جداً.




الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;