د. ماريان جرجس تكتب: الحوار الوطنى بعين مواطن وعدسة جريدة غربية وعقل مسؤول

يقولون أن غاية هذا الكون هو الوصول لنقطة النظام المطلق أو الكامل ، وأننا جميعا في حالة سعي دائم لهذه الغاية التي لا تدًرك ، حاول الأجداد بلوغ السماء يوما ما ولكن بتفرق الألسنة واللغات تهدّم برج بابل ومن هنا عرف الإنسان أن البناء لا يأتي إلا بالحوار .. وبالمصالحة الوطنية والطموح المشروع انطلقت جلسات الحوار الوطني لترسم ملامح الجمهورية الجديدة ، ولعل تلك الأزمات والتحديات الكثيرة نعمة ونقمة أمام الحوار الوطني ؛ نقمة لأنها تظل تحديات كثُر، ونعمة لأنها مادة غنية ومحتوى . ففي عين المواطن المصري تنعكس تلك الأزمات منها التي تهمه جدًا مثل الأمن الغذائي والمائي والدوائي خاصة في ظل الأزمة العالمية لبعض العقاقير الهامة ومنها التي لا تقع في دائرة اهتماماته ، ولكن تظل مسؤولية الدولة أن تملأ ذلك الفراغ في عقلية المواطن المصري من صحة بعض الحقائق والشائعات وحرية تداول المعلومات والرد على التساؤلات الدارجة والمنتشرة في الشارع المصري . أمّا عن عدسة الصحافة الغربية التي ترصد مثل تلك الممارسات المجتمعية السياسية ، فلنا أن نتصور ما هي الصورة التي يرسمها الغرب ولا يعد يستطيع أن ينكرها أن هذه ممارسة حضارية متحضرة وحوار مهذب وأن ذلك البلد هو بلد نضج سياسيا حتى أصبح لديه آلية حوار ؛ فالسؤال لا يكون متى أو أين نتحاور أو ما هي المخرجات من الحوار بل كيفية الحوار ؟ كيف نتحاور . وأمام ذلك النضوج السياسي المجتمعي ، تتشكل آلية ردع سياسي دون أن نشعر أمام العالم الغربي ، الذي كان لا يعترف بندّية سياسية بينه وبين بلدان العالم العربي ، ولكن من الآن فصاعدا ستتغير لغة الخطاب أو النقد ، فربما في العقود السابقة كان الغرب ينتقد وكانت مؤسسات حقوق الإنسان تستبيح وتدعى كذبًا وحتى حق الرد كان يأتي متأخرًا ، ولكن الحوار شكل آلية ردع أنه ما إذا خاطبنا الغرب أو انتقدنا أحد سيكون هناك ردًا سريعًا و حقيقيا وقويا ، رد وطني نابع من وعي حقيقي ، فسيفكر الطرف الأخر أكثرمن مرة في كيفية مخاطبة دولة لديها مائة مليون صوت يجتمعون بصوت واحد. أمّا عن المسؤول ، فهو القطعة المفصلية في تلك الرواية لأنه الشخص الذي يعرض الواقع ربما يعرض الإجراءات والبيروقراطية القائمة – على سبيل المثال- وعليه شرح الموقف القائم وطرح إمكانية تغير ذلك وتعديله بالمخرجات الجديدة والمقترحات التي سيؤول إليها الحوار وكأنه هو التقاء الحاضر بالمستقبل . إن الدولة التي تستطيع أن تتحاور مع بعضها البعض ، تعطي مناعة سياسية للشعب ، وتثرى ذاتها بمحتوى قوي وتحصن سياساتها الخارجية وترسم مستقبلها بحل مصري مصري للحيلولة دول تدخل اطراف خارجية بشكل مباشر أو غير مباشر .



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;