من منا لم يتذكر ريحانة الجبارى، تلك الفتاة الإيرانية المسلمة المنتمية للمذهب السنى إنها الفتاة التى استعان بها أحد الإيرانيين لمساعدته فى تصميم ديكور مكتبه إلا أنه تجرد من جميع وسائل الرحمة واستجاب للشيطان وقام باغتصابها ولم تستسلم الفتاه البريئة حينها بل قاومت وحشية ذلك الوحش بكل ما تملك من قوة فعندما نفدت قواها وقلت حيلتها وقبل أن تسقط فريسة لذلك الذئب المفترس فلم تجد وسيلة للخلاص سوى أن طعنته بسكين ليسقط هو جثة هامدة وتتنفس هى الصعداء معلنة عن نجاحها ببسالة فى الدفاع عن عزتها وكرامتها وشرفها وإنسانيتها وكان لزاما علينا جميعا أن نرفع القبعة احتراما وفخرا بها وبما فعلته إلا أن إيران وقت ذاك ضربت عرض الحائط بكل قوانين الرحمة ولم تراع دفاع الفتاة عن نفسها وطبقت أقصى عقوبة ضدها وقامت بإعدام هذه الفتاة الشريفة البريئة دون النظر إلى جميع نداءات الرحمة المحلية والعالمية فى محاكمة قد شابها كثير من أوجه الريبة وعدم العدالة.
ووقتئذ لم تجرؤ أى دولة على الاعتراض على ذلك الحكم باعتباره حالة من الشأن الداخلى الإيرانى ولم يتحول هذا المشهد إلى اتجاه طائفى.
وعلى جانب آخر فإن ما حدث فى المملكه العربية السعودية حيث تنفيذ حكم الإعدام فى بعض المخربين المحرضين المهيجين رغم تعدد مذاهبهم إلا أن أحدهم كان نمر النمر ذلك المواطن السعودى المنتمى للمذهب الشيعى الذى كان رمزا للتحريض والتهييج من خلال خطابه الطائفى والذى كان له دور أساسى فى إثارة الشباب ومقاومة الأمن مما أدى إلى استشهاد الكثير منهم ورأينا جميعا كيف كانت ستنمو بذرة الفتنة الطائفية فى بلد مثل البحرين على سبيل المثال.
وعلى العكس تماما كان الموقف الإيرانى عنيفا فى رد الفعل حيث الهجوم على السفارة السعودية وحرقها على مرأى ومسمع من السلطات الإيرانية لتتفاقم المشكلة وتكبر حتى أنها وصلت إلى القطيعة بين البلدين مع التلميح إلى أمور أبعد من ذلك.
وهنا أقول إذا كانت إيران من حقها الحفاظ على خصوصياتها فى الشأن الداخلى لها فيجب عليها أيضا أن تحترم الشئون الداخلية وسيادة الدول الأخرى ويجب علينا جميعا نبذ التعصب والطائفية والتى يتربص لها أعداؤنا من خلالنا لأن الفتن الطائفية دائما ما تكون مادة سهلة لإسقاط الشعوب أيا كانت قوتها أو نفوذها والله من وراء القصد.