أنوار عبد العزيز تكتب: لن أعيش فى جلباب المجتمع

من قديم الأزل إلى عصرنا هذا ومجتمعنا العربى ينظر للمرأة نظرة دونية، فعلى الرغم من اسهامات المرأة وخوضها فى جميع المجالات الثقافية والفكرية والعلمية إلا أن المجتمع دائما ما يحاصرها ويلاحقها ولا يرحمها ويرى أن وظيفتها فى الحياة تنحصر فقط فى الزواج وانجذاب الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية وغالبا ما يتملق الرجل من مساعدتها ويترك عليها عبء المسئولية فى كل شىء ولا يحمل معها ولو جزءا بسيطا من أحمالها وأعبائها التى وضعت على عاتقها.. وإن تأخرت المرأة عن الزواج فسرعان ما ينهال عليها وابل من السهام والاتهامات والنظرات القاتلة كأنها اقترفت اثما وألمت بذنب عظيم يجب أن تتوارى منه على خفية.!!وتبدأ الانظار فى ملاحقتها فى كل مكان ولا تكاد تسلم من الأذى النفسى والمعنوى ازاء تلك الأفعال المشينة والنظرة السلبية التى تطاردها أينما حلت. وأحيانا تتعلم الفتاة وتبلغ من العلم ما تبلغ ولكنها سرعان ما تتخلى عن طموحها وحلمها وأيضا عملها الذى كابدت ما كابدت لتصل اليه عندما يطرق باب بيتها من يطلبها للزواج ويأمرها أن تترك عملها أو دراستها من أجل أن تتفرغ له ولبيته وما تلبث أن تلبى له هذه الرغبة وليذهب الطموح والعمل إلى الجحيم وإلا تركها وبحث عن غيرها وان لم يأمر الزوج بذلك ربما أجبرها الأهل لترك العمل أو الدراسة لأن المرأة مصيرها فى بيت زوجها على حد تعبيرهم.! وكثير من صديقاتى ممكن كانوا يفوقوننى ذكاءا وتحصيلا فى الدراسة فعلن ذلك وجلسن فى البيوت واكتفين فقط بشهادة الثانوية العامه،حينما أصادف احداهن وأسألها عن حالها تبدى لى ندما شديدا لتفريطها بالدراسة والتمسك بحقها فى العمل كما عبرت لى احداهن عن حزنها وشعورها بالنقص دائما على الرغم من توافر كل الخدمات لها فى البيت الا أنها تقول هناك شيئا ينقصنى لأننى لم أكمل تعليمى ودراستى وليس لى عملا ألجأ اليه فى يوم من الأيام وأنها تعجلت فى أمر الزواج على الرغم من أن زوجها لا ينقص عليها شيئا ومنهن من أبدت استياءها من معاملة الزوج القاسية وصعوبة الحياة. وأخيرا وليس اخرا رسالتى لكل فتاة: لا تجعلى طموحك فى الحياة رجلا تضعين فيه كل أحلامك وآمالك وإنما اجعلى طموحك فى الحياة علما وعملا ترتقين به وتحققين به ذاتك وتثبتين به كفاءتك أمام نفسك وأمام الاخرين بل أمام العالم بأسره ان أردت ذلك.   لا تنصاعى ولا تذعنى للمجتمع ونظرته الدونية لك لأنك تأخرت فى سن الزواج وسيفوتك القطار كما يقولون.فان لم تجدى من يحترمك ويحترم ذاتك ويؤمن بطموحك وهدفك فى الحياة ويشد من أزرك ويساعدك على تحقيق امالك وأهدافك وينظر اليك بعين الاحترام والتقدير ولا ينظر اليك على انك مجرد آلة فليذهب القطار وليذهب المجتمع إلى حيث شاء.تمردى على كل الصعاب وتجاوزى تلك النظرات واطويها تحت قدميك وامضى نحو أهدافك واصنعى لك مكانة لا يضاهيها شىء.      



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;