فى البداية أحب أن ألقى الضوء على العنوان الذى قد يستعجب الكثير بالربط بين المرأة والزجاج ، إذا تعاملنا مع الزجاج نتعامل برفق ونعومة لكى لا ينكسر، والمرأة أيضا تحتاج المعاملة برفق ونعومة بل أكثر من ذلك.
المرأة مثل الفراولة تزرع فى أرض ناعمة، المرأة كائن رقيق رهيف الإحساس، المرأة ضعيفة مطيعة لمن استطاع أن يروضها المرأة لا تنسى أول حب فى حياتها مهما كانت الظروف، المرأة تستطيع أن تروض الرجل بابتسامة واحدة ، المرأة صبر وعطاء بلا توقف المرأة لا تستمتع إلا بعبارات الغزل والمدح .
المرأة إذا أحبت أعطت وناضلت فى سبيل الدفاع عن مشاعرها الحالمة والوصول إلى هدفها العاطفى، قد تفعل المستحيل لأجل كسب فارس أحلامها حتى ولو كلفها ذلك قضاء سنواتٍ من عمرها وهى تناضل للوصول، أو على الأقل كسب المودة وهى فى هذا الإطار تلجأ إلى العديد من الأساليب كى تكسب حربها وتقطع الطريق أمام أى امرأة أخرى للوصول إلى عرش حبيبها .
ولكن ما هو الدور الحقيقى للمرأة ومعاناتها.
لا يغفل أحدٌ من النّاس أهميّة دور المرأة فى المجتمع، فبدون أن تؤدّى المرأة دورها لا يمكن أن تسير عجلة الحياة، فالمرأة هى نصف المجتمع وشريكة الرّجل وسنده، وحين يقدّم الرّجل ما يستطيع من جهد فى سبيل الإنفاق على الأسرة ترى المرأة تنبرى للقيام بدورها فى المجتمع بكلّ قوّةٍ وعزيمة، وتمتلك المرأة صفات تميّزها عن الرّجل وتجعلها قادرة على تقديم معانى الرّحمة والحنان لأولادها ورعايتهم الرّعاية الصّحيحة، ولا يمكن للرّجل أن يحلّ مكان المرأة فى الأسرة، وهنا تكمن سنّة الحياة وتكامل أدوراها حين يعرف كلّ طرفٍ فيها دوره ورسالته فيؤدّيها على أكمل وجه، وإنّ أهميّة دور المرأة فى المجتمع تكمن من أهميّة الرّسالة التى تؤديّها المرأة فيه، فما هى رسالة المرأة ؟ تتجلّى رسالة المرأة فى الأسرة حين تقوم برعاية أولادها وتربيتهم التّربية الصّحيحة المبنيّة على الأخلاق والدّين، ولا يمكن أن تؤدّى الأمّ هذه الرّسالة إلا عندما تكون مهيّئة لذلك، وكما قال الشّاعر : الأمّ مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
كما أنّ رسالة المرأة فى أسرتها تتعدّى مهمّة التّربية إلى مهمة إعداد جيل ٍ من الأبناء يحسن التّعامل مع مجتمعه ويحسن العطاء ، فتزوّده بالمهارات الاجتماعيّة اللازمة لذلك ، كما تبيّن حق ّ المجتمع عليه، ويتشارك الأب هذه المسؤوليّة مع المرأة حتى يكون نتاج التّربية أفضل، كما تتجلّى أهميّة المرأة حين تؤدّى رسالتها بالمجتمع بما تحمله من شهادات علميّة تمكّنها من تعليم الأجيال ، وكم نرى من معلّمات يربّين طلابنا على الأخلاق الحميدة ويزوّدونهم بالعلم النّافع فى حياتهم ، وبالتّالى فإنّ دور المرأة حيوى فى محاربة الجهل والتّخلف وتنوير المجتمع بالعلوم والمعرفة والثّقافة فى كلّ مجالات الحياة.
كما تتجلّى أهميّة المرأة فى المجتمع حين تراها تضع يدها بيد زوجها فى أوقات المحن والشّدائد ، فتراها تعمل أحيانًا كثيرة حتّى تشارك زوجها مهمّة الإنفاق على البيت ، ولا شكّ بأنّ ذلك ليس مطلوبًا منها ولكن دعاها لذلك عظم المسؤوليّة التى تحملها فى نفسها ورغبتها بالوقوف مع زوجها ومساندته وهى ترى ظروف الحياة الصّعبة.
وأخيرًا إنّ هناك صورٌ مختلفة تبيّن أهميّة المرأة فى المجتمع، فالمرأة تجاهد كما يجاهد الرّجل حين تراها تحمل أحيانًا السّلاح لتدافع عن وطنها ودينها، كما تراها تطبّب جراح النّاس وتداويها بكلّ معانى المحبّة والرّحمة والحنان، وكم يتمنّى أحدنا أن تكون له بنت بارّة فى حياته لأنّه يعلم بأنّها سترعاه فى كبره وعجزه.