أحمد المحروقى يكتب : قوموا بتوعية المواطن أولا.. ثم حاسبوه

المرور.. كلمة لم يعد لها معنى فى مصر.. للأسف. أصبحت كل شوارع مصر تملئوها الفوضى والعشوائية وعدم النظام بسبب عدم وجود أى رقابة من الجهة المسئولة عن المرور فى مصر وايضاً عدم وجود اى نوع من انواع الوعى والثقافة المرورية لدى المواطن ... نعم المرور ثقافة تتباهى بها الدول المتحضرة. فعندما تدق صافرة سيارة الاسعاف او المطافى فى الطريق يتفتح لها الطريق تلقائياً (الكلام ده فى الخارج فقط بالطبع )... ولكن لماذا يتفتح لها الطريق ؟؟ لانها ثقافة التعامل مع الطريق التى تتمتع بها الشعوب فى الخارج ... فهم يعلمون جيداً أن سيارة الاسعاف بداخلها شخص مريض فإذا تأخرت فى الذهاب به إلى المستشفى فربما نفقد حياة الشخص المريض نفسه ... وأيضاً سيارة المطافى عندما تطلق الصفير اثناء سيرها فهى تريد افساح الطريق لها لأنها ذاهبة لإخماد حريق ربما تأخرها يتسبب فى كارثة وموت اشخاص . وأيضاً احترام الحارة المرورية التى يسير عليها الشخص بسيارته تعبر عن مدى احترام الشخص للطريق ومدى وعيه وإتقانه بالثقافة المرورية .... وأيضاً الالتزام بأماكن الانتظار المخصصة له ... لا يستطيع أحد أن يقف فى أى مكان وفى أى وقت لأن ذلك يترتب علية عطلة الطريق وربما يتسبب فى إيذاء الآخرين . و للأسف الشديد.. فقد أصبحت شوارع مصر عبارة عن سباق بين السيارات وبلطجة سواء كانت سيارات ملاكى أو أجرة . ومن يستطيع أن يمر أولاً يكون الفائز ولكنة فوز بدون جائزة وكثيراً يترتب على ذلك الفوز خسارة للغير. وما اوصلنا إلى تلك المرحلة المتدهورة من العشوائية وعدم النظام فى الشارع هو عدم وجود وعى ولا ثقافة مرورية لدى الافراد .. ولكن ... قبل أن نحمل المواطن المسئولية يجب أن نبحث عن الفاعل الاصلى والمتسبب فى تلك المهزلة . فالعامل لن يستقيم فى عمله بدون رقابة صارمة من رب العمل ... وأيضاً لن يفلح الطفل فى دراسته بدون رقابة صارمة من أبويه. وبالتالى لن ينعدل حال المواطن فى الشارع الا برقابة صارمة من اجهزة الدولة ... والجهاز المسئول عن ذلك هو ( الادارة العامة للمرور سابقاً ) والتابعة لوزارة الداخلية ... فتلك الادارة كانت تسمى فى السابق ( الادارة العامة للمرور ) ولكنها الان تغير اسمها إلى ( الادارة العامة لتحصيل الغرامات ) ... نعم تحصيل الغرامات فقط .....فقد اصبح الشغل الشاغل لتلك الادارة هو تحصيل غرامات مرورية من المخالفين دون تطبيق وفرض القانون على الافراد . ففى بعض الاوقات نجد الطريق مزدحما على غير العادة وعندما نقترب من مصدر الزحام نجد ( امين شرطة ) يقف فى منتصف الطريق يجمع رخص القيادة ورخص السيارات ويرسلها إلى الضابط الذى يجلس على كرسى على جانب الطريق ويقوم بكتابة المخالفات وتحصيل الاموال وبعد أن يتم جمع كمية معينة من المخالفات ينصرف الضابط ورجالة ويعود الطريق إلى حالتة الاولى . ولكن هنا يجب أن نسأل انفسنا .. هل تم ردع هؤلاء المخالفين ؟؟؟ هل تم توعيتهم وتوضيح خطورة ما اقترفوه من أخطاء ومدى الخطورة المترتبة علية.. بكل تأكيد لا.. فهى اموال تحصلت من الافراد وتم ايداعها فى خزينة الجهه المسئولة وانتهى الامر . الإدارة العامة للمرور مسئولة مسئولية كاملة عن توعية الأفراد بقوانين المرور وتطبيقها على الجميع بكل حزم وحسم دون تفرقة وبشكل مستمر وفى كل وقت وفى اى مكان وبعد ذلك تحصل غرامات المرور من المخطى ولا تترك الشارع يتعامل مع نفسه وفجأة ينزل السيد الضابط ورجالة إلى الشارع ليحصلوا كمية من المخالفات ثم الرحيل . فالمواطن عنده استعداد للخضوع للنظام والقانون تحت الضغط والخوف من المحاسبة .. فعندما نجد اشارة مرور ( الكترونية ) تعمل فى شوارع العاصمة تجد الناس تحترمها خوفاً من المسألة لمجرد انه خائف من أن تكون الكاميرا المرفقة بالإشارة الالكترونية تعمل ويتم تصويره.. ولكن للأسف 99% من تلك الاشارات لم تعمل منذ أن تم تركيبها ومن كان يعمل منها توقف بعد ايام قليلة .. للأسف. هذا البلد المسكين لن ينصلح حاله طالما لم نصلح من أنفسنا سواء كنا مسئولين أو مواطنين .. فدمار هذا الوطن ثقافياً وأخلاقياً تم بأيدى الجميع فعلى السلطة أن تقوم بتوعية الشعب ومراقبتة وعلى المواطن أن يلتزم بالتعليمات .. وألا سنظل فيما نحن فيه إلى الابد .. وهذا ما اخشاه.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;