أحمد الشبكى يكتب: "الكلام والفعل"

هناك طريقتان للتعامل مع أفكارك، الطريقة الأولى أنك تتكلم بس عن أفكارك دون أفعال، أما الطريقة الثانية هى أنك تكون بدأت بالفعل فى التخطيط لفكرتك، تفتكر أيه الفرق بين الحالتين وأيه النتائج شبه المؤكدة من اختيارك إحدى الطريقتين، تفتكر أنت لو اتكلمت عن فكرتك كتير سواء مع نفسك أو مع المحيطين بك بشكل مبالغ فيه هتكون أيه النتيجة ؟ فى أغلب الأحوال أنت بتفرغ الطاقة الإيجابية إللى المفروض تستخدمها فى التخطيط والتنفيذ للوصول لنجاح فكرتك فى الكلام وبس، وغالبًا يصيبك إحساس وهمى بأنك حققت النجاح ده أصلًا من كتر ما اتكلمت عنه، وطبعا ده يوصلك لبداية الهبوط وليس لبداية الصعود للنجاح.

أما على الجانب الآخر، لو كان تصرفك مرتبطا بالفعل والتخطيط للتنفيذ، هيكون أفعالك وتخطيطك خطوات أساسية للوصول إلى هدفك من الفكرة والنجاح فيها؛ لأنك ببساطة حولت الطاقة الإيجابية إللى عندك إلى أدوات تنفيذ فعلية، تجعل تحركك فى طريق النجاح أسهل وأسرع.

دايما نلاحظ أن العلاقة بين كثرة الكلام وطريق النجاح علاقة عكسية، يعنى كل ما الكلام يكون كتير وبدون فعل يختفى طريق النجاح من الواقع وينتقل إلى طريق وهمى فى الخيال، وطبعًا يحدث العكس عندما تبدأ بالفعل فى تنفيذ الخطوات الفعلية التى ترسم طريق النجاح الواقعى، بالضبط زى ما قلنا فى الحلقات السابقة عن الفرق ين بداية كلامك بإحدى الكلمتين "عايز" أو "نفسي" ومدى تأثير كل كلمة عليك.

كلمة عايز تعتبر خطوة للواقع أما كلمة نفسى خطوة للخيال، وفى الأقوال المأثورة "إن الكلام كالدواء كلما قل نفع وإذا زاد قتل"، فكل شيء بمعياره السليم صحيح وإن زاد عن الحد انقلب إلى الضد، يعنى كثرة الكلام العشوائى يمكن أن يوصل إلى عدم النجاح، أما إن كانت رغبتك مرتبطة بالعزم على النجاح، فعليك أن تستخدم كلمات واضحة ثابتة محددة النقاط لتكون هى أدواتك فى بداية الطريق. كلما استخدمت الأفعال بدلا من الكلام كلما زادت ثقتك فى نفسك، وستكمل المشوار بالصعود إلى النجاح وتحقيق الهدف، ولا تنس أن الثقة بالنفس هى جزء أساسى من استكمال طريق الصعود للنجاح، وزيادة الإحساس بالثقة يكون نابعا من خطواتك التى تخطوها بالفعل، لهذا عليك بالأفعال وليس الكلام ؛ لأنه من الطبيعى عندما ترى نتائج أولية لنجاحك وقرب الوصول إلى هدفك ستزداد ثقتك بنفسك وسيكون من الدوافع التى تساعدك على استكمال الطريق للنجاح، وتنقل النجاح إلى واقع حقيقي، وليس حدوتة تلهو بها وتحكيها فقط كأحلام وأمنيات.

فكلما قل الكلام زاد العمل، وكلما زاد العمل زادت الثقة بالنفس، وكل هذه الخطوات توصل إلى الاقتراب من تحقيق النجاح، وعلى العكس تمامًا فكلما كثر الكلام قل العمل وتولد إحساس بالإحباط واهتزاز الثقة بالنفس، فظهور إنجازك بالأفعال وليس بالأقوال هو من يجعل الناس يتحدثون عن إنجازاتك بدلا من أن يصيبهم الملل من كثرة كلامك دون أفعال، فكما أن أفعالك تخلق خطواتك نحو الطريق الصحيح، فهى أيضا قوالب من الصلب تبنى بها قوة شخصيتك، أما الكلام فقط ما هو إلا أبخرة دخان تصنع شكلا مؤقتا سرعان ما يختفى وتظهر الحقيقة، فكن أنت صاحب شخصية من الصلب القوى، وابتعد عن أن تكون بكثرة الكلام شخصية من دخان تزول بعد القليل من الوقت.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;