عمرو النحاس يكتب: صناعة النكد

مسكين هو "الرجل" إنه يقف حائرا بين أن يتزوج أو أن يبقى عازباَ وهو فى الحالتين سيصبح نادماً! – الفيلسوف سقراط. عزيزى الرجل إذا كانت زوجتك تنتمى إلى ذلك النوع ذو النقد اللاذع والصوت المرتفع والاعتراض على كل شىء، إذا كانت كثيرة الطلبات ودائمة الشكوى ولا تعرف الفرحة أى طريق إلى قلبها ! فمرحباً بك معنا فى عالم الزوجة النكدية. ولن يخفى عليك عزيزى الرجل أنك الآن فى موقف مختلف عن بقية أصدقائك حول العالم، فنتائج الدراسة الفرنسية التى أجريت فى أواخر عام 2015 على سيدات 200 دولة والتى أقرت بنجاح المرأة المصرية فى تحقيق المركز الأول عالمياً فى "الميل إلى النكد"، كفيلة وحدها بأن تتأكد أنك الآن تتمتع بمزايا عديدة ربما يفتقدها هؤلاء الأصدقاء: فزيارتك المتكررة لبيت أهلك ما هو إلا مؤشر إيجابى على تنامى خلق صلة الرحم بداخلك، وبقاءك لفترات أطول فى عملك هرباً من زوجتك سوف يساعدك بالضرورة على المزيد من النجاح والتقدم، وفقدانك المستمر للشهية قد يكون حلاً للوصول لوزن مثالى بعيداً عن الرجيم وعمليات التخسيس القاسية، وربما أيضاً قد تجد فى استغفارك الدائم وترديدك لعبارات مثل "حسبى الله ونعم الوكيل" سبباً فى زيادة حسناتك! العبارات السابقة وإن كانت تحمل فى طياتها جانباً من السخرية التى اعتدنا أن نمارسها كمصريين كوسيلة لتخفيف آلامنا، تمثل فى نفس الوقت عدة مشاكل واقعية يعانى منها مجتمعنا بشدة فى الوقت الراهن، فارتفاع نسب الطلاق وخاصة فى فئة الشباب "المتزوجين حديثاً" وارتفاع سن الزواج "العنوسة" وتكاليفه بدءاً من أسعار الذهب المتزايدة يومياً ووصولاً إلى أسعار الوحدات السكنية وتكاليف المعيشة بشكل عام، أصبحت دفعة من المشاكل التى تؤرقنا جميعاً ولم نصل حتى الآن إلى حل منشود لها. مشكلة "النكد" فى حد ذاتها لها أسباب كثيرة ومتشعبة، وعلى الرغم من الاقتناع التام بأنها قد أصبحت صفة أساسية تميزت بها المرأة المصرية عالمياً، فعليك ألا تنزعج عزيزى الرجل إذا علمت أن أحدث الدراسات التى أجراها المركز القومى للبحوث الاجتماعية، أشارت إلى أن الزوجة المصرية ترى أن 73% من أسباب النكد داخل المنزل ترجع إلى "تكشيرة" سعادتك ! الجدل نفسه مازال قائماً بين علماء الاجتماع والدارسين للحالة المصرية، فالبعض وإن ذهب لتعليل نشأة صفة "النكد" إلى تواجد المرأة فى مجتمع ذكورى وإحساسها بالاضطهاد داخل هذا المجتمع فضلاً عن تعرضها للأشكال المختلفة من العنف والتحرش، سنجد أن الفريق الآخر يستند فى دفاعه إلى زيادة ضغوط الحياة التى بات يتعرض لها الطرفين وربما "الرجل" بصفة خاصة كنتيجة منطقية لارتفاع تكاليف المعيشة "لقمة العيش" ومحاولة الحصول على حياة كريمة. فضلاً عن التغيرات الجذرية فى المجتمع وبخاصة دور وسائل التواصل الاجتماعى (Social-Media) والانفتاح على كم هائل من الأفكار والثقافات المختلفة. لا مكان هنا لإلقاء اللوم على طرف على حساب الآخر، أو حتى محاولة الخوض فى معركة لن يترتب عليها فى النهاية سوى خسارة لكلا الطرفين معاً. لا أمتلك أنا ولا أحد يملك "روشتة" أو عصا سحرية يمكنها أن تغير حياتك، ولكن أنت وحدك عزيزى الرجل وسيدتى المرأة من يمكنكم فعل ذلك. وحده التفاهم، الثقة، التقدير، الاهتمام، الصبر، الابتسامة، الكلمة الطيبة أو أياً كان ذلك الشىء الذى يحمل فى معناه كلمة "الحب" هو من يستطيع أن يكون المنافس الجديد لــ "صناعة النكد". .................................................



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;