محمد نصيح الجابرى يكتب: عندما يصلح الشباب. فساد المحليات (1)

أعتقد أنه حان الوقت لكى يتولى الشباب مواقع المسئولية. وبالأخص فى جزء هام من أركان التقسيم الإدارى للدولة ألا وهو المحليات.

تلك المؤسسات المحلية التى غاصت فى الفساد عبر عقود طويلة لم نكن نسمع عنها إلا الأخبار السيئة فقط. لم نكن نعرف مسئوليها ولا مهامها ولا وظائفها. ولكننا بالتأكيد كنا نسمع أنها مختصة بخدمة المواطن.

ولكن كيف الوصول إلى المحليات؟ أعتقد أن الأغلبية من الشعب المصرى لم يكن يعرف أن هناك انتخابات تسمى انتخابات المجالس المحلية. تلك المجالس المحلية كانت قديما تشكل بالتعيين مما أعطاها صبغة الفساد الإدارى الذى تعانى منه الدولة الآن. سيدى القارئ إذا كنت تعلم أو لا تعلم فالمجالس المحلية هى مجالس منتخبة من الشعب يأتى أعضاؤها من خلال التصويت المباشر وتحت إشراف تنفيذى متكامل فعدد أعضاء المجالس المحلية 55 ألف عضو على مستوى الجمهورية ما بين مجلس محلى للقرية أو المدينة مختص بمراقبة رئيس الحى وأجهزته التنفيذية ومجلس محلى المحافظة مختص بمراقبة المحافظ بأجهزته المختصة.

سيدى القارئ القوانين كثيرة ولكن حبذا التنفيذ. فالمجالس المحلية موجودة منذ قديم الأزل ولكن الرقابة الفعلية ليست موجودة بالشكل الكافى. أعتقد أن عضو المجلس المحلى عندما يتأتى عن طريق الانتخاب الحر المباشر فهذا أفضل كثيرا من يأتى إلينا عبر التعيين. فالسادة الأعضاء السابقون فى العصور البائدة لم يفكروا ولو لحظة فى خدمة المواطن بشكل فعال وإنما تفرغوا للجلوس على مكاتبهم وإعطاء الرضى والمباركة على أداء المحافظين ورؤساء الأحياء دون رقابة فعلية والنتيجة كانت سقوط الأبراج السكنية لأنها بنيت من الأساس دون سند قانونى والنتيجة غرق محافظة الإسكندرية فى شبرين من المياه بسبب تكاسل موظفى الأحياء وعدم وجود رقابة عليهم من مجلس محلى قوى يراقب ويحاسب ويقدم استجوابا.

أعتقد أننى لست مبالغا عندما أقول إن المجالس المحلية أقوى بكثير وأقرب بكثير وذات أهمية عظيمة للمواطن المصرى عن مجلس النواب. فشتان بين الاثنان. فالمجلس المحلى له رقابة على أداء المحافظ ورئيس الحى بشكل فعال وقوى فهو يراقب التعليم الذى أهمل منذ سنوات عديدة وأخرج إلينا أجيالا لا تعى قيمة مصر. وهو يراقب الصحة والأداء الهزيل لبعض المستشفيات التى تحولت إلى أسواق استثمارية للتلاعب بصحة المواطن وهو يراقب الصرف الصحى الذى أصبح ملازما للمواطن عندما يسير فى الشارع فيجد بجواره دائما نهرا من المياه وكأنه يعيش بجزيرة نائية.

إذن. فأنا أطالب بتحرير يد عضو المجلس المحلى من القيود والأغلال بإعطائه صلاحيات واسعة لمحاربة غول الفساد الذى انتشر فى أركان المحليات. فالرئيس عبد الفتاح السيسى دعا إلى محاربة الفساد فى العديد من الأماكن عن طريق الاعتماد على الشباب فهم عصب الأمة ومحور تقدمها. عاشت مصر عظيمة حرة. ولنا مقال آخر بإذن الله.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;