على محمد على يكتب: أنا مستقيل

هل أقدمت يوماً على الاستقالة؟، الاستقالة من منصب يقيدك .. ينغص عليك، من وظيفة لا تحقق طموحك .. لا تشعر فيها بذاتك، الاستقالة من علاقة مجهدة مع شريك يسمم حياتك، من صداقات تثبطك عن متابعة آمالك .. تسفه قدراتك وإمكاناتك . الاستقالة من مدينتك لمطاردة أحلامك.. لتحقيق أقصى تطلعاتك، الاستقالة من التخبط والتشتت وتأجيلات تبدد بها عمرك وتحطم بها همتك، من أوهام لا تفضى لشىء، من إحساس بالعجز فى مواجهة مخاوف وعقبات تقف بينك وبين سعادتك، من قيود وأصفاد مازلت إلى الآن تقيد بها نفسك وتخنق بها روحك .أنت فعلاً تريد الاستقالة تنشد التغيير ولكنك لا تستطيع . لا تستطيع الخلاص من ارتباط بمدار حياة أنت رسمته لنفسك متوهماً أن هذا أفضل ما تستطيع وأقصى ما تملك، أو لعلك مرتبط بمدار حياة أحدهم اختار لك فيه دوراً صغيراً، مجرد ترس فى منظومته يدور بكل قوته رغماً عنه ليتحطم ويُستبدل .ولأنك غير قابل للتطور غير قادر على اكتشاف الفكرة، قد شربت ما قدمه لك أحدهم جاهزاً ونهائياً . ولكن لطالما سمعت الصوت الذى يهمس بداخلك - (أنا لست سعيداً لكم أتمنى أن تتحسن حياتى عما هى عليه) - حياتك لن تتحسن بمفردها، أنت لا تهرب من شىء قدر هروبك من نفسك، أنت مريض قد لا يكون ذنبك، ولكن عليك تقع مسئولية التحرر من مرضك .أنت عاجز عن انتزاع ما هو حق لك فى هذه الحياة، تنتظر شيئاً ليحيل حياتك إلى مغامرة؟ لا تنتظر..، الأمور فى هذا العالم لا تحدث ما لم يحدثها أحد، ومادمت أنت نفسك فقد وقع عليك مسئولية تغيير حياتك والأخذ بزمام عالمك . الاستقالة ليست كلمة سيئة كما تبدو أو فعل خارج عن نطاق المألوف، الاستقالة من الجهة الأخرى حياة جديدة، فتح باب كبير للفرص والتجارب الحياتية المختلفة، الوقوف على حقيقة نفسك.. إمكاناتك وماهية الشىء الذى وجد لك لتفعله فى الحياة، التعرف على هذا المجهول الذى يحمل بين طياته المغامرة والإثارة يحمل أحلاماً جديدة . شيئين عن طريقهما ستتغير حياتك : الشئ الأول: أن يفاجئك شىء غير متوقع، أن تحصل على فرصة جديدة، هدف ملهم يظهر أمامك، شخص جديد يدخل حياتك، أن تهبط عليك ثروة من السماء، كل هذه عوامل خارجية قد تأتى وقد لا تأتى، انتظارها لا يجدى نفعاً ويهدر وقتاً ويدعك عاجز الهمة خائر القوى . والشىء الثانى: شىء جديد ينبع من داخلك .. من صميم روحك، شجاعة جديدة، حماسة متقدة، نهج جديد، رؤية مختلفة، إيمان بنفسك وبقدراتك، إرادة قوية، رغبة فى أن تذهب إلى أبعد مما وصلت إليه، وهذه الأشياء مسئولية حدوثها تقع على عاتقك، وتعتمد على تفكيرك، وحجم خيالك، ومستوى التزامك . إن الإنسان يكره التغيير بفطرته، ومن أرسخ عقائده التشبث بالقديم، فتجده نادراً ما يغادر بيته القديم حتى يتداعى فوق رأسه، فإذا بحثنا وجدنا للنكوص أسباب ولإرادة التغيير معوقات، نذكر منها أشدها وأشيعها، ومنها: 1- التأجيل حسناً سأفعل .. سأتغير يوماً ما، هذه خدعة الوقت المناسب، سأفعل غداً، سأبدأ من الأسبوع القادم، من الشهر المقبل، سأتغير فى غضون الثلاث سنوات القادمة . لا يوجد ولن يكون هناك يوماً تنهض من فراشك قائلاً، أإن هذا هو أفضل الأيام لبدء التغيير .. لتقديم الاستقالة، غالباً ستموت ومازال لديك مهام لم تكملها، أعمال لم تنجزها، مقابلات لم تحضرها، رسائل لم ترد عليها، أنت لا تملك غير اللحظة التى تعيشها الآن، لا تتصرف كما لو كنت ستعيش ألف سنة، الحياة قصيرة وغير متوقعة. 2 ــ لكن نعم سأتغير.. ولكن، هذه الكلمة الصغيرة تفتح لك آفاق من التبريرات كى لا تقم بأى فعل، تجعلك تلقى باللوم على أسباب خارجة عن إرادتك، تحاول أن تقنع نفسك ومن حولك أنك لطالما حاولت وبذلت أقصى ما بوسعك، ولكن ليبدو أن الحياة تناصبك العداء، (لكن) تبقيك فى الركن المظلم مقيداً، تحجزك خلف مخاوفك، لتقف وتستكين . ولكى تتخلص من المعوقات التى لطالما استنزفت عمرك، ليكن لديك رؤية واضحة لما ستفعله .حدد ما هو أصعب شىء سيحدث لك لو تحركت الآن فى اتجاه أحلامك؟، ودعنى أسالك: إذا لم تعش حياتك كما هو مقدر لك ... ما البديل؟ البديل هو أنك ستعيش حياة ليست لك متظاهراً أنك حى، ستعيش تعيساً بائساً، وستفقد ذاتك، وسنفقد كلنا عبقريتك المتمثلة فى تفردك بالقيام بالدور الذى لم تقم به . أؤمن بأن كل منا أتى إلى هذه الحياة ليقدم شيئاً فريداً، لن يستطيع غيرك عمل ما هو مقدر لك أنت لتعمله، لن يؤلف أحداً الكتاب الذى تود تأليفه، لن يكمل أحد الدراسة المفترض أن تكملها، لن يُكوّن أحد الأسرة التى ستُكوّنها، لن ينبى أحد مصنعك . " فإذا لم نفعل ما نحن أهلٌ لنفعله، وإذا لم نكن نسهم بنصيبنا فى حركة تقدم العالم باذلين ما نحن جديرين ببذله حقاً، فسوف نسمع صوت التعاسة يرن فى أعماق أنفسنا، وسوف يعلو هذا الصوت مع الزمن حتى لا يعود فى الوسع تجاهله، ولن أخدعك قائلاً، إن التغيير سهل ...... الحياة صعبة شاقة، وتزداد المشاق كلما قارب الإنسان مقصده الذى يسعى إليه، نعم التغيير صعب، ولكنه مع هذا مثير، وهذا الشغف وهذه السعادة لا تنمو إلا فى رحم الصعوبات، وبوجود غاية نسعى إليها يشتعل حماسنا، ويزدهر نشاطنا، إذ أن بداخل كل منا ذخائر من الطاقة لا يمكن أن تثيرها حياة هادئة رتيبة وإنما توقظها حياة متدفقة مثيرة . فها هنا فى معمعة الحياة ندرك فعلاً أننا نعيش، وأننا خلقنا للنضال، فينبغى أن نساهم فى الحياة بما هو لنا فنطبعها بطابعنا، وبذلك يغدو كل منا بطلاً .وكلما كانت المعركة أصعب كان النصر أحلى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;