محمد أبو هرجة يكتب: قـواعــــد اللعبــــة

تختلف العلاقات الدولية تماما عن العلاقات الشخصية، فعندما تجد بعض المناقشات بين مجموعة من الأفراد على موضوع سياسى دولى ما ستجد المناقشات قد تحولت إلى مجموعة من الآراء الشخصية والعاطفية وغير المنطقية وغير الحيادية. لأن الأغلبية بما أنها لا تقرأ فهى أيضا لا تعرف قواعد اللعبة السياسية بين الدول، وهنا بعض النقاط لتوضيح هذه العلاقات بشكل مُبسط من وجهة نظرى المتواضعة. · السياسة الدولية هى لعبة مصالح فقط تتَّخفى وراء بعض البروتوكولات والمظاهر واللقاءات والاجتماعات بين الزعماء والقادة، ولا تعترف هذه اللعبة بالمجاملات أو الاعتبارات التاريخية أو الشخصية حيث تُحركها المصالح الدولية والهيمنة الاقتصادية فقط . · قد تكون العلاقات الدولية غامضة لا يفهمها عامة الناس، لأن فهمها يحتاج إلى استنتاجات ما بين السطور وقراءة عميقة لما خلف الأخبار، فعلاقة الدول ببعضها هى علاقات مستمرة غير منقطعة، فهى ليست فى حالة صدام دائم ولا فى حالة صداقة دائمة، فهى علاقة تشبه المطاط تتمتع بالمرونة وتتحمُّل الضغوط وما بين الشد والجذب تتحقق مصالح الطرفين فهناك دوما مسافة سياسية تحكُمها الأوراق المخفية عن الجميع. تلعب الدول الكبرى بهذه الأوراق وتلعب بها أيضا الدول التى بحكم الجغرافيا تقع فى مناطق ساخنة من العالم ومؤثرة بشكل كبير فى مسار القضايا الإقليمية الهامة فهى محط اهتمام الجميع . · أوراق اللعبة هى المعلومات، فسلاح المعلومة لا يُستهان به، فمن يعرف أكثر ومن يمتلك أدوات المعرفة لديه القدرة على المناورة للحصول على المصالح، كما قلنا فى البداية، وهذه الملعومات وتوقيت استخدامها وكيفية استخدامها وظروف استخدامها وأطراف المعلومة نفسها، وهو ما نراه فجأة فى تغيير اتجاه الصراعات والتوازنات الدولية فى المناطق الساخنة من العالم . · الأسلحة النووية أثَّرت بشكل كبير على تَحرُك بعض القضايا الدولية فمنها ما تسبب فى التدمير والاحتلال والتفكك كالنموذج العراقى . ومنها ما وصل إلى إبرام الاتفاقيات والمعاهدات والمكاسب الاقتصادية المؤقتة رغم سنوات الحصار والعقوبات كالنموذج الإيرانى. ومنها ما زال قيد الخلافات ويقبل جميع الاحتمالات كنموذج كوريا الشمالية الذى يُقلق الجميع بحقيقة امتلاكه السلاح النووى من عدمه وتجاربه الصاروخية، والتى رغم فشلها جميعا إلا أنها تسبب القلق والإزعاج للعالم أجمع. · الكيان الاقتصادى لابد له من كيان عسكرى يحميه، والسؤال هنا هل تسمح الدول العظمى بنجاح إحدى الدول فى الاتجاهين العسكرى والاقتصادى رفيع المستوى؟ والإجابة بالطبع لا لأن هذا يهدد مصالحها وأيضا هيمنتها الاقتصادية على العالم فقد تسمح الدول الكبرى بالمنافسة فقط، ولكنها لا تسمح بالريادة لأن الموضوع بالنسبة لها معركة وجود. · تدير الدول العظمى حلبة الصراع الدولية وهى التى تمتلك هذه الحلبة أيضا وتحصد ثمن التذاكر وتحقق الأرباح والمكاسب الخيالية و داخل هذه الحلبة تتصارع الدول وتُنزف وتخسر الكثير من شدة اللكمات فى صراع دامى ويبقى الوضع كما هو عليه فلا تنتهى هذه المباريات ولا يوجد هناك أمل أن يمتلك أحد اللاعبين هذه الحلبة ولا حتى لديه رفاهية الخروج منها.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;