نيرة الإمام تكتب: لم أستوعب وداعك يا حبيبى

-لقد بات بالروح جرحا لا أستطيع أن أداويه مدى الحياة -وظن قلبى أنه قد نال حبيبه وما تمناه -ما توقع يوما أن يفقده بتلك السرعة بلقاء مولاه -وأصبح قلبى لا يتمنى سوى أن يرحل لحبيبه عندك يا الله -فقد فقدت قطعة من روحى وهدمت حياتى واحبيباه -لابد أن أرضى ليس بيدى الاختيار - رفقا بى يا إلهى كل شىء بعده انهار -أسألك أن تفرغ عليا صبرا يجبر جروحى -وترزقنى الرضا بقدرك بعد أن فقدت روحى -إلهى لا استطيع أن أتحمل -فقد فقدت فى نفسى الجانب الأجمل -تمزقت روحى وزقت لوعة الفراق -وسكن الحزن قلبى ويعتصر فؤادى باحتراق -ما أعددت لتلك اللحظة -وما استوعبتها ولو لبرهة -قال لى كثيرا يا حبيبتى إنى راحل ومفارق للحياة قريبا -وعقلى وكيانى يرفض الكلمات فليس لى بعده حبيبا -ويقول ثانيه لا أخشى الموت ولكن أخشى فراقك -وأقول له لن تموت وستحيا بحضنى وتنعم بحياتك -ويعيد القول أحمل همك بعد رحيلى كيف ستحيين -وأعيدها عليه لا حياة بدونك وليس لى غيرك بديل -ولو شئت أقدم لك روحى برهان وهذا عليك قليل -وإن لم تكفى فاطلب ما شئت ليكن على حبى لك دليل -وأسرعت كالمجنونة أبحث عن الطبيب -أسرعوا يتألم لدى أغلى حبيب -وجاء الأطباء ولكن قد التفت الساق بالساق -ولم أصدق أنه قد حان وقت الفراق -وأنه حينئذ إلى ربك المساق -تنتابنى حالة من الفزع والشرود يضيع منى وأمامى نصفى الثانى قلبا بريئا -تفارق الروح التى سكنت روحى جسدها وجسدى وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا -لقد ودعتنى يا حبيبى وخوفا عليك قد انشغلت عنك بك -ما استطعت أن أحتضنك وفارقتنى فجأة ولم أكن حينها أمامك -ما بقيت لأتحدث معك قبل اللحظات الأخيرة -كنت أرقض من طبيب لطبيب وأنا كلى أمل وخوف وحيرة -ولكن لقد أزف الوقت وسقطت ورقتك عند المولى وأنا لا أملك حيلة -يا إلهى يا من قدرت علينا كل هذا -ما الطريق إلى الصبر وبماذا ؟ -وحدك تعلم ما بيننا وبالنصيب جمعتنا -وروح واحده ألهمتنا وبإحساس واحد أحييتنا -إلهى لقد فارقتنى الروح التى أسكنتها بداخلى وددت إليها الرحيل -اللهم لا اعتراض وحدك تعلم بحالى بعده فما السبيل؟ - إننى بشر أشعر بعده بالعجز الكلى وأفقد قواى -أتذكر حديثى معه بالماضى وأتخيله معى وأتصبر بك فأنت مولاه ومولاى -حينما قلت له يا حبيبا كتم بداخله الألم وتوجع فى صمت حتى لا يزعجنى -بعدك أغرق فى الندم وكل شىء حتى الهواء بدونك يخنقنى - فأنت لأخر لحظة كالأسد بطل لا ينسى -ذكرى وتاريخ بالقلب والوجدان لا يمحى -حازم وأنت حازم بأفعالك وأقوالك -مهما توجعت تدارى وراء ابتسامتك أحوالك -فأنت رجل لا يوصف ولا يقدر بثمن وليس بالكون لك مثيل -أأنت بشر مثلنا أم جئت لنا من الجنه نزيل ؟ -قال لى لا تبالغى يا حبيبتى أنتى التى تحملين بصدرك قلبا رائع كالحليب صافى -فقلت له ألا تعرف قدرك أم هذا تواضع من شخص ظاهره وباطنه جميل والكلام عنه لا يوافى -ف ملاك أنت يا ملاكى ولا يليق بك إذن سوى الحور العين -حكيم وراقى وأمين حبيب ربك الذى هو بك عليم - فجمال الدنيا كله يتجمع فى عينيك - ويختبئ الشهد والعسل بين شفتيك - ودقات قلبك هى مصنع الأمان والحنان لديك - ولا يليق بك سوى أن يكون الكون كله تحت قدميك - رجولة لم يسبق لى ورأيتها فى رجل مثلك -مروءة لن تتكرر فى رجل غيرك - شهامة وشجاعة يتجمعان فى قلب برئ - ابتسامة تشفى العليل من وجه كالبدر وإنسان رقيق -فمهما تحدثت عنك لا أستطيع وصفك بأى كلام -فمن يعرفك من الممكن أن يشعر بما أنا فيه الآن - ولا ينتقدنى ولا يلقى على حالتى بعدك أى ملام - لا أستطيع أن أأتى إليك فهذا ليس بيدى الآن - ولا أستطيع التواصل معك ولكن روحك بداخلى بكل مكان -ولا أستطيع العيش بدونك كيف سأعبر وحدى الزمان -أشعر بالعجز بعدك يا حبيبى -ينتابنى الخوف ويرتعش جسدى يا طبيبى -يزدرف الدم من عيونى وينزف قلبى وليس غيرك يطفئ لهيبى - فقد ودعتنى بسلامك ولم تخبرنى أن هذا الوداع الاخير -وما استوعبت وكلى يرفض الوداع ألا تعلم أنى ليس لى دونك بديل -أود الرحيل بعدك أود الرحيل -أما حان الوقت لينقلب الوداع لقاء عند المولى بصفح جميل -فبعدك ليس لى حياه -وصل الطريق بى لمنتهاه -يا من كنت روحى وحياتى -يا من تمنيت قبلك مماتى -لا أريد بعدك عمرى الآتى -فلن أحيا بدونك لو لبرهة -سأعيش على ذكراك وأحاول تقبل الفكرة -إلى أن ألقاك وينعم على بذلك المولى -على أمل أن يجمعنى الرحمن بك قريبا فى الجنة



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;