د. أحمد أمين موسى يكتب: فرحة ما تمت

ماتت الفرحة، وجدوا جثتها ممزقة فى شوارعنا القديمة البسيطة، التى لا تزورها الشمس، ويلثم الهواء نوافذها الضيقة من بعيد، ثم يهرب، كما هرب الناس من حول جثة فرحتى، واضعين أكفهم على أنوفهم. أنا لم أهرب، ولم أضع يدى على أنفى، بل اقتربت منها، وملت عليها فى هدوء، وسحبت شهيقًا طويلًا، وشممت أطيب رائحة. ورأيتها، وهى ساكنة فى سلام، ترفع يديها، مرفرفة كعصفور الشمس، ويهدل فى فرح، وهى تحلق بعيدًا فى جوف كون صافى فسيح . كانت الفرحه قبل أيام منهمكة فى ترتيب أشيائها، أخرجت عرائسها وأدواتها وكتبها التى تحتفظ بها، ورصتها متتابعة. وضعت فوق كتب كل سنة دراسية لعبة من لعبها هكذا وجدت أشياءها، وقالت: تبدلت الفرحه وسأغير إسمى الحزن ام المر تغير اللون للاسود عرفت الاسم الاسود فى خانه الاسود ربما جلست تحدق فى مرايا الرجفة، محاولة أن ترتب الأحداث فى رأسها، بلا جدوى، وربما تزاحمت الأشياء عليها، وجاءت من قلب الزمن البعيد متبعثرة، ولم تتمكن من أن توزعها على خانات الشهور والأيام و نسيت أن اسمها الفرحة ورحل صانع البهجة أضراريا.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;