أسرار القاهرة بالأبيض والأسود.. شارع "تحت الربع" مملكة صناعة الفوانيس من القرن التاسع عشر حتى الجمهورية الجديدة

لشهر رمضان بهجته، أضواء مبهرة وألوان مبهجة فوانيس وخيامية، فلكولور وتقاليد شعبية، شوارع المحروسة تعتبر أيقونة الفرحة على خريطة شهر الكريم، فالمصريين أول من استخدموا فوانيس رمضان وأول من طوروها من المعدن إلى البلاسيك مرورا بالتصميمات الخشبية والزخارف الإسلامية، بداية من العهد الفاطمى حتى الجمهورية الجديدة فى 30 يونيو، حتى وإن اختلفت الروايات وتباينت القصص حول بداية استخدام الفانوس إلا أن مصر رائدة فى عالم البهجة وحسن استقبال شهر الرحمة والبركات، فتقول أحد الروايات أن بداية استخدام الفانوس كان مرتبطًا بيوم دخول المعز لدين الله الفاطمى مدينة القاهرة فى الخامس من رمضان عام 358 هجرية، إذ أمر القائد جوهر الصقلى فاتح القاهرة، بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق وخرج المصريون فى موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذى وصل ليلًا وكانوا يحملون المشاعل المزينة بالشموع على شكل فانوس تقليدى للإضاءة، غلى أن بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة ثقافية حضارية يلتزم بها المصريين كل عام من شهر رمضان فيما اصبح الفانوس رمزًا للبهجة وإضفاء الفرحة فى النفوس فى مصر والعرب حتى تربع على قمة هرم الفرحة لاستقبال شهر رمضان فى كل دول العالم. وفى رواية اخرى تذكر أن سبب ظهور فانوس رمضان جاء بناء على مرسوم من الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، كان قد منع النساء من الخروج ليلا، واستثنى شهر رمضان من ذلك الأمر لكى يسمح لهن بالخروج للصلاة، إلا أنه اشترط وجود غلام يحمل فانوسا ليضيء الطريق، ويعلم المارة بأن هناك امرأة تمر بالشارع، فيفسحون لها، ويغضون أبصارهم. إلا أن هناك آراء مغايرة لنفس السياق أيضًا، أن الناس فى العصر الفاطمى كانوا يولون الاحتفالات والأعياد الدينية اهتماما كبيرا، ويتفننون فى الإعداد لها، وكان قدوم شهر رمضان مناسبة عظيمة يقوم الناس بتنظيف المدينة والشوارع والتجار يقومون بترتيب بضائعهم، فكانت الفوانيس تستخدم فى الشوارع والمساجد وحسب المصادر والمراجع وتعدد الآراء، فليس هناك بالضبط تأريخ دقيق للوقت الذى أصبح فيه الفانوس يصنع بشكل مصغر تداوله المواطنين ويلعب به الأطفال ويصبح سلعة تباع وتشترى وتحرك حركة السوق فى بداية رمضان من كل عام، ولكن الثابت أنه تحول إلى موروث شعبى أصيل فى مصر. تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلًا إلى الترفيه للأطفال وتعليقه كشل مزين بديع فى الشوارع منذ عصر الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والحارات حاملين الفوانيس وقد انتقلت فكرة الفانوس المصرى إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزء من تقاليد شهر رمضان فى معظم الدول. ولم يظهر الفانوس بشكله الحالى إلا منذ قرن ونصف من الزمان، فيها أخذ الفانوس شكل من أشكال الفلكولور المصرى الأصيل، فيما تم تطويره وأساليب تصنيعه وابتكار اشكاله وتعدد خامته، فشغل حيز من تفكير الصناع، فشيدوا له الورش وامتهنته أسر بعينها فورثت المهنة لأجيال وأجيال استقروا فى شارع تحت الربع، ومن خلال سلسلةأسرار القاهرةنسلط الضوء على مملكة صناعة الفانوس لكونه تراث غير مادى توارثه الأجيال منذ الدولة الفاطمية. يرجع تاريخ شارع تحت الربع إلى تشييد مدينة القاهرة على يد جوهر الصقلى الذى جعل سكنى عساكر البربر والسودان خارج أبواب القاهرة، خصوصا باب زويلة، ويقع شارع تحت الربع فى المنطقة التى تقع خارج باب زويلة من اليمين حتى باب الخرق "باب الخلق حاليا"، وكان يطلق عليه قبل ذلك حارة السودان. ولم يطلق على الشارع هذا الاسم سوى فى العصر المملوكى حسب ما ذكر المقريزى فى خططه، حيث كان يطلق عليه قبل ذلك حارة السودان، وحينما تولى الظاهر بيبرس الحكم قام بتطوير الربع وتقسيم المساحة المحيطة به وأنشأ ربعًا آخر لم يبقَ منه شيء حاليًا، حيث شب فيه حريق عام 721هـ - 1221م. وكان يقع بين باب زويلة وباب الفرج وعرف بخط تحت الربع وكان ربعا كبيرا يشتمل على 120 مسكنا.






















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;