خالد إبراهيم يكتب: محمد شرف.. خفة ظل كبيرة استهلكتها الأدوار الصغيرة

لا تحظى السينما أو الدراما المصرية كل يوم بفنان ذى قيمة كبيرة، ولكن لأن السوق الدرامى والسينمائى دائما ما يكون له حسابات خاصة وبالتـأكيد ليس من بين أولوياتها البحث عن الفنان كقيمة، ومن بين هؤلاء الذين ظلمتهم حسابات الفن المصرى، الفنان الاستثنائى محمد شرف. شرف ليس فنانا كوميديا "سنيدا" وإن كان ظهر فى أغلب أعماله هكذا، ولكنه فنان حقيقى، يمتلك طاقة هائلة من التعبير تجدها فى أغلب أعماله ربما تكون قد وظفت أو أديرت منه بطريقة خاطئة. لعب شرف ـــ وحيدا ـــ بخفة ظله فى منطقة "السهل الممتنع"، فتلاعب بملامحه "شبه الحزينة" طول الوقت لإضحاكنا، فنجح، بل تمكن ــ وإن كان عن غير عمد ــ أن يعبر عن فئة ما من المجتمع كنت أراها فى معظم أعماله، ما بين تاجر المخدرات الصغير والمتعاطى أو اللص الظريف أو هؤلاء "الحرافيش" ممن "يعافرون" للعيش فى الحياة، وبرع فى تلك الأدوار ببراعة مطلقة. موهبة شرف أكبر من الأدوار التى قدمها طيلة حياته، ولكن يلام فى ذلك، تلك المساحة الضيقة التى وضع بها شرف نفسه، رغم القماشة العريضة التى يمتلكها ذلك الفنان الأسمر. "شرف" دائما كان "تميمة" نجاح النجم أحمد حلمى منذ بطولاته الأولى، فظهر فى مشاهد قليلة للغاية فى أعمال زكى شان وظرف طارق وجعلتنى مجرما، وبنظرة خاطفة على أسماء الشخصيات فى تلك الأفلام والتى لم تتعد جمعها الـ15 دقيقة، سنجد أنه حمل أسماء "بسونى مراد الحيوان" و"المعلم مشمش" و"بيومى الحرامى" . ولشرف 3 أدوار لا يضاهيها أى دور آخر، وهى "سامبو" فى أرابيسك عام 1994، تلك الشخصية التى برع فيها شرف، وعماد فى "الرهينة" عام 2006، وقدم فيه شخصية المصرى المسيحى المكافح فى الغربة، وأخيرا نسيم فى "آسف على الإزعاج" 2008، والذى تمكن فى هذا الفيلم أن يبكى شريحة كبيرة من الجمهور بمأساته التى كانت مأساة شريحة من المجتمع المصرى ذاته. شرف الآن يحتاج لدعوات المصريين، بعد الوعكة الصحية التى ألمت به، ليمتعنا بأعماله وأدواره، حتى وإن كانت صغيرة، لأنه موهبة حقيقية. يذكر أن شرف من مواليد عام 1963، قدم للسينما والدراما ما يقرب من 100 عمل فنى، ما بين الدراما والسينما والمسرح، ومن أشهر أعماله سارق الفرح وليلة ساخنة وأرابيسك وحلق حوش وغيرها.