في ذكرى وفاته الرابعة.. عمار الشريعي يلقن الرياضيين درساً لا ينسى

عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي (16 أبريل 1948 - 7 ديسمبر 2012)، أحد أعمدة الموسيقي في مصر، ولد في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر من أصول عائلة هواره بالصعيد، له علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية وذلك رغم أنه كفيف كما أنه حفظ 5 أجزاء من القرآن الكريم في طفولته.

يعد الشريعي من أهم الأمثلة التي ثبتت أنه لا توجد إعاقة إلا في الأذهان فطبيعة الإبداع تأتى من التحدي والمثابرة وتخطي العوائق ،الفشل ليس له علاقة بالصحة البدنية وليست سلامة الجسد هي وحدها التي تجعل منا مبدعين، في واقع حياتنا نجد أناسا كثيرين ممن لديهم إعاقات مختلفة ،وإن هذه الإعاقة كانت هي السبب فى نجاح هؤلاء ،فمن منا لا يتذكر عميد الأدب العربي طه حسين الذي أصيب بالرمد في طفولته ثم أصيب بالعمى ، ومعجزة الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي هو الكاتب المصري من أصل سوري حيث أصيب في طفولته بالتيفود الذي أفقده سمعه مما جعله لم يستطع إتمام تعليمه ولم يحصل في تعليمه النظامي على غير الشهادة الإبتدائية، والشيخ عبد الحميد كشك وهو أيضاً كفيف البصر والذي لقب بفارس المنابر، كما كانت هناك رموز في الأدب الغربي، هيلين كيلر وهي أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية لقبت بمعجزة الإنسانية ، جون ملتون شاعر وعالم انجليزي من القرن 17 أصيب في فترة لاحقة من حياته بالعمى ،وكتب حول ذلك قصيدة مكونة من 14 بيتا شعريا، ويعتبر جون ميلتون من أبرز شعراء الأدب الإنجليزي، وغيرهم العديد والعديد ممن أثبتوا للعالم أن الإعاقة الحقيقية ما هي إلا إعاقة فكرية.

مواهب عمار لم تقتصر على الموسيقى فحسب، بل إنه كان سباحاً محترفاً، وخلال فترة الدراسة تعرف على الموسيقار كمال الطويل وتبناه، ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدى ورأس فريق الموسيقى وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها.
بدأ حياته العملية عام 1970 م عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر، ثم تحول إلى الأورج حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.
اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت أول ألحانه "امسكوا الخشب" للفنانة مها صبرى عام 1975 وزادت ألحانه عن 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربى.

كما تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأعمال الدرامية سينما، تليفزيون، إذاعة، مسرح، وحصل العديد منها على جوائز عربية وعالمية.

تجاوزت عدد أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية، كما قام بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عمان عام 1993 م بمناسبة عيدها الوطني وكذلك عيدها الوطني عام 2010 م وكان قد سبقه في تلحين أعياد عمان الوطنية العديد من عمالقة الطرب العربي أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب.
كما قدم بنفسه عدداً من البرامج الشهيرة أبرزها البرنامج الإذاعي الذي استمر عدة سنوات "غواص في بحر النغم".
كما أنه قدم أعمال بصوته منها، أغاني فيلم "البريء" محبوس يا صوت الحق، الدم، رباعيات داخلية من مسلسل ريا وسكينة. رباعيات من داخلية بمسلسل "الأيام" لعميد الأدب العربي طه حسين.

عمار الشريعي أسطورة الموسيقى العربية، من منا لا يتذكر هذه الأعمال من الموسيقى التي ميزتها وجعلت منها علامات فنية ... "الشهد والدموع"، "دموع فى عيون وقحة"، "ليلة القبض على فاطمة"، "البراري والحامول"، "السيرة الهلالية"، "رأفت الهجان" موسيقاه لا تنسى وهي التي تخلد الأعمال الفنية في آذاننا. عمار الشريعي رحل بجسده فقط و ستظل أعمالة خالدة.