في ذكرى رحيل بديع خيري..حواره بـ"العزيمة" أزعج طلعت حرب.. وذاق الآسى بعد وفاه نجله "عادل خيري"

هو أحد أبرز رواد المسرح المصري خلال القرن الـ20، ونجح بصحبة رفيق دربه نجيب الريحاني، في صياغة عدد من أبرز العلامات في تاريخ السينما والمسرح المصري، ليقومان معا بتطوير فن الأداء على خشبة المسرح، ليجعلاه سهلا خالي من التكلف، وينجح بديع في إضفاء البساطة في التعبير من خلال تحويل اللغة السينمائية المعقدة في وقته الى لغة سهلة قريبة من مفردات العامية المصرية المستخدمة في حواري المحروسة في ثلاثينيات القرن الماضي، ليبث المرونة في حوار الفيلم، ويجعله يناسب الجمهور مهما اختلف الزمن، وليكتب قبل ذلك أعذب ابداعات سيد درويش في حب الوطن، والتي عن طريقها نجح في اشعال لهيب الحراك الشعبي ضد الاستعمار الغاشم، انه عبقري الكلمة، خفيف الظل، مؤسس الكوميديا على الشاشة الفضية..الراحل بديع خيري.

2324433

656555

بداياته في عالم الفن



ولد بديع خيري يوم 17 أغسطس سنة 1893، في حي المغربلين أحد أهم وأشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، والتحق بالكتاب وحفظ القرآن عن ظهر قلب، ليشبع مكنونه الشخصي بمعالم اللغة القرآنية، وليستطيع بعدها كتابة الزجل في سن مبكر، ويكتب أولى قصائدة بالعامية تحت اسم "ابن النيل" وهو في سن الثالة عشر، وبعد أن أنهى دراسته بمعهد المعلمين، عين مدرسا للغة الانجليزية والجغرافيا، والى جانب تلك الوظيفة نجح بديع خيري في كتابة قصائد نشرت حينها بصحف "المؤيد" و "الأفكار" و"الوطن" و"مصر".

876555

وفي عام 1908، كتب خيري أول مسرحياته، والتي حملت اسم "اما حتة ورطة"، وذلك عقب انضمامه لجمعية "الجيل العصري"، التي كانت تقيم العديد من الندوات والحلقات الدراسية حول المسرح الفرنسي، ليشاهده حينها الفنان الراحل نجيب الريحاني، ليقرر العمل مع هذا الكاتب خفيف الظل، لينشئ معه فن الاوبريت الراقص سنة 1916، وكان أول أوبريتات بديع خيري مع نجيب الريحاني هو "الجنيه المصري"، والذي كان بداية معرفة أثمرت عن صداقة فريدة من نوعها تحاكى عنها الجميع عبر مرور الزمن، وليقدما معا عددا كبير من الاوبرتات الاخري من بينها "العشرة الطيبة"، و"البرنسيس"، و"ايام العز"، و"الفلوس"، و"مجلس الأنس"، و"لوكنت ملك"، ليقدما بعدها عددا من الأفلام أبرزها فيلم "أحمر شفايف".



حوار "العزيمة" أزعج طلعت حرب



ومع دخول بديع خيري لعالم الشاشة الفضية بكتابة القصة سواء للسينما الصامته أو بعد ذلك قام بديع بكتابة حوار فيلم "العزيمة" بطولة فاطمة رشدي، وانتاج طلعت حرب، ولم يعجب طلعت حرب بطريقة خيري في كتابة حوار الفيلم والتي وجدها حينها لا تتفق مع السائد من ألفاظ فصحي غير تلك التي تسود الشارع المصري ويكتب بها بديع خيري، وأنه سيوقف الفيلم لأن الحوار غريب وغير مألوف، والفيلم لا يشبه الأفلام الأمريكية التي يحبها الجمهور، ليخبره بديع بايجاز "خلينا نجرب نعمل حاجة شبهنا"، لينجح بديع خيري حينها في ترسيخ نوع جديد من الكتابة السينمائية يشبه الجمهور في الحواري المصرية، وعلى قهاوي المحروسة، ولينجح أيضا في زيادة عمر أعماله السينمائية لنستمر في مشاهدتها حتى الآن بعد أن أصبحت صالحة للجمهور مهما اختلف الزمن.



رافقت كلماته أغاني سيد درويش



بعد أن غنى الشيخ سيد درويش كما كان يلقب أغنية "دنجا دنجا"، والتي لم أعجب بكلماتها والتي وجدها منشورة باحدي الصحف، فغناها دون استئذان لمؤلفها بديع خيري، ليعتذر له درويش عن ذلك إلا أن بديع أخبره أنه لا يهتم بحقوق الملكية قدر اهتمامه بأن تصل كلماته لعموم الشعب، ليبدآن مشوارهما معا، وينجح بديع خيري بالاشتراك مع سيد درويش، في امتاعنا بعدد من أعظم الأغاني التي نسمعها حتى الآن، الا أن لكل أغنية حكاية وحكايات أغاني سيد درويش مع كلمات بديع خيري تسافر بنا لسنوات كانت فيها المحروسة تعاني مرار الاحتلال، لينجح خيري بصحبة "مغني الشعب" سيد درويش في اشغال لهيب الحراك الشعبي عقب نفي الانجليز لسعد زغلول سنة 1919، ليغني درويش أغنيته الخالدة "قوم يا مصري" والتي كانت نشيدا للزحف الشعبي ضد المستعمر الغاشم، وبعد نجاح الثورة وعودة سعد زغلول للديار المصرية ينشدا معا "سالمة يا سلامة"، كما كتب عدد أخر من أغاني سيد درويش، أهمها "الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية"، والتي تعتبر علامة في تاريخ الطرب المصري.



موت ابنه "عادل خيري" أحزنه بقية حياته



342333

مع مرور الزمن يأتي الفصل الأخير في حياة كل منا ليكتب معه النهاية، الا أن نهاية بديع خيري جاءت قبل موته بفترة مع موت ابنه الفنان الراحل "عادل خيري"، والذي نجح في فترة وجيزة بنقش اسمه في قلوب الجمهور الى الآن عبر عدد من الأفلام والمسرحيات الكوميدية التي اتسم فيها بخفة الظل التي ورثها عن والده عبقري الكوميديا وصانعها بديع خيري، وبموت عادل خيري يقضي والده باقي سنوات عمره في حزن وأسى على فراقه، ليمرض خيري ويعيش باقي حياته على كرسي متحرك بعد استئصال أصابع قدميه العشرة بسبب مرض السكري، ليرحل خيري عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 فبراير سنة 1966، بعد ان ترك لنا ولمن بعدنا تراثا ضخما من أعظم ما شهده تاريخ الفن المصري، رحم الله بديع خيري.




1

2

3

4

76

76565







الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;