الريحانى .. أحمد زكي.. نور الشريف.. سهير البابلى

في شهر فبراير يحتفل العالم العربي بيوم المعلم العربي، ونلاحظ أن ذاكرة السينما المصرية مليئة بالأعمال التى قدمت لنا صورة المعلم، منها من قدمه بصورة جيدة ومنها من استخف بدور المعلم وجعل منه محل للسخرية، وفى مقارنة بسيطة نوضح من خلالها كيف جسد الفنانون شخصية المعلم فى السينما وكيف كانت بالأمس وما أصبحت عليه، وهل أهين المعلم في بعض الأعمال الفنية، أم أن استخدام الصورة الكوميدية للمدرس كانت ضمن الحبكة الدرامية وليست للتقليل من قيمته.. ونستعرض بعض الأعمال التى أبرزت شخصية المعلم في السينما المصرية.




فيلم "الثلاثة يشتغلونها" الذي سلط الضوء على شكل المدرسة في فترة واكبت تطورات في عالم التكنولوجيا وكيف تغيروا الطلاب عندما رأوا طريقة جديدة تستخدمها ياسمين عبد العزيز لجذب الطلاب للدراسة دون القيود التى تغلب على بعض المدارس، ورغم ذلك فأداء ياسمين عبد العزيز كان جيد في مضمونه وأرسل رسالة لجميع من شاهدوا الفيلم أن المعلم ان أجاد الطريقة الصحيحة للتواصل مع الطالب نجح وحظى بحب الطلاب.



فيلم "عسل أسود" قدمت الفنانة إيمى سمير غانم مدرس اللغة الانجليزية بنفس الصورة التى نعيشها الآن في مدارسنا، وهي صورة أظهرت الخلل في أداء معلم اللغة الإنجليزية الذى قد يكون غير مؤهل لتعليم أجيال، وأوضحت إيمي الصورة بشكل كوميدي الا أنه يعبر عن الوضع الحالى لمستوى التعليم في مصر.



فيلم "مبروك أبو العلميين حمودة" قدم الفنان محمد هنيدي صورة المدرس الريفي الحريص على الرسالة الذي يؤديها والذي يحمل على عاتقه إصلاح جيل بعد كل البعد عن القراءة والاحترام لصورة المدرس والاستهتار به نظرا للفارق الاجتماعي بين المدرس والطلاب مما أحدث فجوة وسبب في عدم احترام الطلاب للمعلم ونجد هذا في كثيرا من المدارس الخاصة ولكن التحدي عند هنيدي جعل منه فى النهاية المنتصر الذي استطاع أن يغير جيل رغم كل الصعاب التى واجهته.


فيلم "مدرسة المشاغبين" وبداية انحطاط التعليم واستهتار الطلاب وقد نجحت ميرفت أمين في تقديم دور المدرسة ذات الشخصية القوية، ورغم جمالها الذي تسبب في كثير من الصعوبات بينها وبين الطلاب بل ووقوع أحدهم في حبها، الا أن ميرفت أمين قد بذلت كل جهدها لتقويم جيل في بداية طريقه للانحراف، ولاحظنا احتوائها لهؤلاء المراهقين والسيطرة عليهم.
فيما أدى الفنان سمير غانم شخصية المدرس، وقد تألق فى تقديم صورة المدرس ضعيف الشخصية الذي يستغله طلابه للسخرية منه بشكل مستمر.

فيلم "آخر الرجال المحترمين"

والذي ظهر فيه الفنان الراحل نور الشريف في شخصية "فرجاني"، وهو المدرس الريفي الذي يحافظ على الأخلاق والمبادئ بشكل دائم، ويواجه العديد من المشكلات بعدما اصطحب طلاب مدرسته في رحلة للقاهرة وفقد إحدى التلميذات، وهنا نجد أن بعض الأعمال ركزت بل وأرادت أن توضح من خلال السينما أن العادات والتقاليد فى الريف المصري ما زالت تحترم ولم تتغير.

فيلم "البيضة والحجر"

قدم النجم الراحل أحمد زكي دور من أفضل ما قدم عن شخصية المدرس الذي تدفعه الظروف للتحول من مدرس الفلسفة الى دجال يستخدم ذكاءه للنصب على الناس، متحدثا عن مشكلة من أهم المشاكل التى تواجه المدرس وهي ضعف الامكانيات المادية وضعف الراتب الذي يحصل عليه فيلجأ المعلمون الى الدروس الخصوصية في الغالب ولكن هنا لجأ أحمد زكي الى النصب وهو طريقة أسرع للثراء.

فيلم "غزل البنات"

ونختتم بأشهر مدرسي السينما المصرية على الإطلاق "أستاذ حمام" وقد أجاد الفنان الراحل نجيب الريحانى شخصية المدرس الذي يقع في حب فتاة تصغره في السن وتتمتع بستوى اجتماعى مرموق على عكس ما هو عليه، والتي جسدت شخصيتها الفنانة الراحلة ليلى مراد، ونجد في هذا الفيلم تحديدا مشهدا من أهم مشاهد السينما المصرية والذي يستحق الأوسكار وكان المشهد هو "عندما سأل الفنان الراحل يوسف وهبى ليلى ما ان كانت تحبه أم لا فقالت وانا مجنونة أحب ده، وقد ردد الريحانى كلماتها في نظرة استحق عليها الأوسكار حين ابتسم وبكى في آن واحد.