على الكشوطى يكتب: "أنتونيو بانديراس" منقذ عمال منجم "كوبيابو"

يملك النجم الإسبانى "أنتونيو بانديراس" الكثير من السحر على شاشة السينما، فالكاريزما التى يمتلكها تجعل العيون تترقب اللقطة التى ترصده فيها الكاميرا، كما يتقبله الجمهور فى كل الأدوار، تتعاطى معه وتنتظر منه المزيد دون ملل، فما يملكه من حضور، قادر على أن يستحوذ على كل حواسك أثناء مشاهدته على الشاشة.

للنجم "أنتونيو بانديراس" عمل بدور العرض السينمائى هو فيلم "The 33" والذى يروى الأحداث الحقيقية لنجاة العمال التشيليين من حادثة انهيار منجم "كوبيابو" عام 2010 وهم 33 عاملا انهار فوق رءوسهم المنجم وتم احتجازهم على عمق 700 متر تحت الأرض لمدة 69 يومًا، وهو من بطولة "رودريجو سانتورو" و"جولييت بينوش" و"لو دايموند فيليبس" ومن إخراج المخرجة "باتريشيا ريجين" فى تجربتها الإخراجية الثالثة، وهى الحادثة التى هزت العالم كله وقتها وتابعها الملايين حول الشاشات منذ الإعلان عن خبر انهيار المنجم وحتى عمليات إنقاذهم.

ظهور النجم الإسبانى "أنتونيو بانديراس" بهذا الفيلم كتب شهادة نجاحه منذ بدء تصويره فحجم نجوميته وقدراته وموهبته فى تجسيد الأدوار ساهم بشكل كبير فى نجاح العمل، إضافة لطريقة تجسيده لدور عامل المنجم الذى يجد نفسه فجأة تحت الأنقاض ومسئول عن أرواح 32 عاملاً آخر تربطه بهم علاقة صداقة وأخوه، حيث جسد "أنتونيو بانديراس" الدور بحرفية كبيرة واستطاع باقى فريق العمل توصيل مشاعر الضعف والمعاناة التى وصلوا لها تحت الأنقاض ببراعة شديدة، وما يحسب لصناع الفيلم هو مواجهتهم مخاطر جسيمة أثناء التصوير أهمها هو الأبخرة السامة ومنها أول أكسيد الكربون وذلك بموقع تصوير الفيلم.

العمل به الكثير من المشاهد "الماستر" لكن أبرزها هو مشهد العشاء الأخير والذى كان عبارة عن ملعقة تونة وربع كوب من الماء الملوث وهو آخر ما تبقى من زادهم تحت هذا العمق، ذلك المشهد الذى رصدته كاميرا "باتريشيا ريجين" برشاقة وخفة وعذوبة عندما دمجت جلوسهم على طاولة الطعام مع دخول زوجاتهم وذويهم وهم يحملون ما لذ وطاب من الأطعمة، ذلك المشهد يجعل المشاهد مستعدًا لذرف الدموع حيث وفقت بشدة فى دمجة بهذه الطريقة واختيار الموسيقى التى تصاحب دخول زوجاتهم.

الفيلم يشكل ملحمة من المشاعر الإنسانية التى يبثها أبطال العمل فى مشاهديه، ويرصد صراع الحياة والموت تحت أنقاض الحجارة، والفيلم بكل المقاييس فيلم ناجح من الدرجة الأولى وهو النجاح الذى ربما لا يكون تجاريًا ولكنه نجاح وانتصار للسينما وللمرأة أيضًا التى تتجسد فى مخرجه الفيلم "باتريشيا ريجين" والتى يعود الفضل الكبير لها فى خروج هذا العمل بكل هذه الجودة فى كل المجالات بداية من اختيار أبطال الفيلم والذين اختارتهم "باتريشيا ريجين" متشابهين بقدر كبير مع عمال المنجم الحقيقيين إضافة للعديد من عناصر التميز فى الفيلم سواء الإضاءة وهى العنصر المهم جدًا فى العمل خاصة أن الأحداث تدور على عمق 700 متر تحت الأرض وهو ما يزيد من صعوبة تصوير العمل إلى جانب الموسيقى التصويرية وإدارة "لوكيشن" تصوير يضم كل هذه المعدات العملاقة التى استخدمت فى الحفر للوصول إلى العمال تحت إنقاذ هذا المنجم.
















الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;