البحث عن وظيفة حلم يراود كل الشباب، ويجعلهم يسابقون الزمن من أجل إيجاد الوظيفة المناسبة، وكثير من الشباب يعتقدون أن فترة البحث عن وظيفة هى أكثر فترة يتعرضون فيها لضغوط نفسية كبيرة، وذلك لأنهم لا يعرفون ما سيواجههم بعد إيجاد وظيفة من ضغوط نفسية وعصبية لا تنتهى، ذلك لأن هناك العديد من المهن التى تتسبب طبيعتها فى وقوع ضغط نفسى وعصبى على العاملين بها، من أبرز هذه المهن الطب، والصحافة.
وترى دكتورة هالة حماد أستشارى الطب النفسى أن هناك مجموعة من المهن ترتبط بظروف خاصة، تتعلق بتحمل مسئولية أشخاص آخرون و الارتباط بموعد معين لتسليم العمل، و أكدت أن من أكثر المهن التى يتعرض العاملون بها للضغط النفسى " الطب، و المهن العسكرية" وذلك لأن الطبيب يعمل فى ظروف صعبة تتعلق بالسهر لفترات طويلة والتعامل مع المرضى فضلاً عن مسئوليته عن حياة أشخاص وكل ذلك يجعلهم يعيشون فى حالة من الضغط النفسى، أما العسكريون فلا شك أن مهنتهم تتطلب منهم تحمل للمسئولية طوال الوقت فهم مسئولون عن أمن بلد بأكملها، والجندى فى الحرب يقع تحت أشد أنواع الضغط النفسى.
و أشارت حماد إلى أن الصحفيين و المحاميين والمهندسين، يأتون فى المركز الثانى من حيث التعرض للضغط العصبى، فالصحفيين مرتبطين بتسليم عملهم فى أوقات محددة ومسئولون عن الكلمة التى يكتبوها، والمهندسين أيضاً مرتبطين بمواعيد محددة لتسليم مشروعاتهم ولا تحتمل التأخير، كذلك المحاميين فهم مسئولون على حياة أشخاص، ويبذل المحامى جهد كبير ليستطيع تجميع أدلة البراءة، وكتابة المرافعة، وإقناع القضاة بها، حتى يحصل موكله على البراءة.
وتابعت يتعرض أيضاً ضباط الشرطة إلى ضغط عصبى ونفسى شديد، بسبب طبيعة عملهم مع المجرمين ومطاردتهم والبحث عن الأدلة الجنائية، بالإضافة إلى السهر الطويل وعدم الحصول على ساعات النوم الكافية، و اكدت حماد أن علامات الضغط النفسى على ضباط الشرطة تنتقل بالتبعية إلى أفراد أسرهم، فمثلاً الزوجة التى تعانى من عصبية زوجها طوال اليوم، وأضافت يصعب على ضباط الشرطة أن يذهبون لطبيب نفسى ويتحدثون عن ضغوطهم، ولذلك فهم يتحملون مسئولية كبيرة، كذلك الطيارين فهم يعملون فى ظروف صعبة فى المجال الجوى، ويتطلب منهم ذلك جهد كبير ويقع عليهم بعبء نفسى كبير أيضاً.
و فى السياق ذاته أكدت الدكتورة هالة حماد أن من أبرز الأمراض النفسية التى تأتى بسبب التعرض لضغوط نفسية "الفصام، و الاكتئاب"، و أضافت توجد أمراض عضوية مرتبطة بالحالة النفسية ويطلق عليها اسم " الأمراض النفس جسمية" مثل القولون العصبى، و السكر، و الضغط، وقرحة المعدة، و الربو، و أوضحت حماد أن حالات الربو تزيد مع الضغط النفسى، كما تتعلق الوراثة بهذه الأمراض فأن كان أحد أفراد الأسرة مصاب بالسكر وهذا الشخص يتعرض لضغط نفسى مستمر فهو أكثر عرضة للإصابة بالسكر.
ووجهت دكتورة هالة حماد مجموعة من النصائح لتفادى التعرض للضغط النفسى من أبرزها:
1- الأجازة: أكدت الدكتور هالة حماد أن الموظف الذى يشعر بدخوله فى مرحلة ضغط عصبى ونفسى شديد، و أن هذا الضغط بدأ أن يؤثر على أداء عمله، يجب أن يطلب أجازة بمدة كافية حتى يستعيد نقاءه الذهنى، و أشارت إلى أن هذا النظام معمول به فى جميع دول العالم.
2- النوم بعدد ساعات كافية، للحصول على راحة بدنية وذهنية.
3- شرب كميات كافية من الماء، بمعدل 8 أكواب من الماء يومياً.
4- الأكل الصحى، الذى يحافظ على معدلات الطاقة.
5- ممارسة الرياضة، على الأقل نصف ساعة يومياً.
6- تحديد وقت للجلوس مع الأصدقاء أو الأشخاص المقربين من الأقارب، ومن قبلهم الأسرة.