عمرو الديب يكتب : درع الفرات: مناورة تركية جديدة على المسرح السورى

إن إستمرارية المعارك حول مدينة حلب و قرب تحريرها من يد الجماعات الإرهابية , أدى إلى تحركات تركية فى إتجاهات مختلفة سواء ناحية موسكو أو ناحية طهران. و نتج عن هذه التحركات بدء عملية عسكرية تركية ( درع الفرات) ظاهرها تحرير مدينة جرابلس السورية من أيدى داعش و باطنها القضاء على قوات حزب الإتحاد الديموقراطى الكردية و تشتيت إنتباه قوات الجيش العربى السورى فى معركته الأخيرة فى حلب. و المثير فى هذه العملية أن تركيا لأول مرة بشكل رسمى تقر بتعاونها مع قوات الجيش السورى الحر الإرهابية , و ذلك بإشتراكها مع قوات الجيش السورى الحر الإرهابية فى تحرير مدينة جرابلس الحدودية, حيث أكد وزير الخارجية التركي على أن تركيا ستقدم كل الدعم لـ”الجيش الحر” في عملية استعادة جرابلس.

تعد عملية "درع الفرات" التركية تغييرا فى تكتيك أردوغان على المسرح السورى , حيث أفاد تقرير صادر من القيادة التركية أن هدف هذه العملية هو ضمان وحدة أراضى سوريا, وطبعا المقصود هنا هو منع حزب الإتحاد الديموقراطى الكردى من تحقيق هدفه بإقامة دويلة فيدرالية كردية فى شمال سوريا . وهذا يظهر فى تأكيد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو : على المسلحين الاكراد السوريين أن يتراجعوا الى شرق نهر الفرات او تركيا ستفعل ما هو ضروري.

و من المستبعد تماما بدء هذه العملية العسكرية دون موافقة روسيا , حيث أن روسيا بشكل عام ليست ضد هذه العملية لأنها تقف بجانب تركيا ضد الخطط الأمريكية-الفرنسية فى إقامة دولة فيدرالية كردية , و لأن المضى فى هذه العملية دون موافقة موسكو من شأنه تدهور العلاقات الروسية-التركية مرة أخرى. ويبدوا من بعيدا أن هناك إتفاق تركى- روسى حول إستخدام روسيا لقاعدة إنجرليك التركية و عملية درع الفرات ما هى إلا نتيجة لهذا الإتفاق.

نحن هنا أمام وضعية معقدة للغاية فتركيا تقوم بعملية عسكرية داخل الأراضى السورية بغطاء جوى أميركى فى حين أن هدف هذه العملية هو دحر خطط الولايات المتحدة فى إقامة دولة فيدرالية كردية, وفى نفس الوقت تركيا العدو اللدود للرئيس بشار الأسد تتوغل فى الأراضى السورية بناء على موافقة أصدقاء سوريا المقربين جدا روسيا و إيران و يبدو أن الأسد بذاته لا يعارض هذه العملية لأنها ستؤدى إلى الحفاظ على وحدة الأراضى السورية و عدم تقسيمها , لكن أظن أن هذه الموافقة الروسية-الإيرانية مرتبطة بخروج الدبابات التركية من الأراضى السورية بعد الإنتهاء من مهمتها . لكن مع فرضية عدم خروج القوات التركية من الأراضى السورية سنكون أمام سيناريو خطير من الممكن أن ينفجر معه الوضع فى المنطقة العربية . حيث تعتبرللأسف الأراضى السورية مرتعا للجماعات الإرهابية و أجهزة المخابرات المختلفة و الأن ستكون مرتعا لقوات عسكرية أجنبية . الأمر الذى لا نقبله بالمرة خصوصا أن الجيش السورى يكاد أن يحرر كامل الأراضى السورية من أيادى الجماعات الإرهابية المختلفة.

عمرو الديب
باحث فى العلوم السياسية
جامعة نيجنى نوفجورود الحكومية الروسية




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;