ناصر أبوطاحون يكتب : ذبح "ممرضة أبوتيج" و صمت الدولة

المقدمات تقود الى النتائج هذه حقيقية بديهية يعرفها الجميع إلا فى بلادنا
فنتفاجأ بالنتائج دائماً رغم اننا ننفذ كل المقدمات المنتجة لهذه النتائج..
و تتفاجىء السلطة فى بلادنا دوماً حينما تجنى ثمار أعمالها السفلية، وتجاهلها مقدمات و سلوكيات يقوم بها بعض المواطنين، حتى نفيق على كوارث من هؤلاء البشر

يعنى مثلاً تفاجىء الجميع والسلطة فى المقدمة حينما ذبح مواطن سلفى مواطن اخر .مسيحى فى قلب الشارع، رغم ان السلفى القاتل ظل سنوات يجاهر بموقفه من المسيحيين وضرورة قتلهم والتخلص منهم ، و ظل فى هذه الحالة حرٌ طليق حتى تمكن من تدبير ثمن سكين كبيرة ذات نصل حاد، ولما اشتراها ذهب لجاره المسيحى وعاجله من الخلف بجز رقبته وتركه وهرب.

و الطبيعى فى أى دولة تسعى لحماية مواطنيها ، و تقوم على حماية السلم الأهلى ألا تترك مواطناً مهووساً القتل ومسكوناً بالكراهية يسعى بين الناس ، حتى لو كان يبيع عسلية للأطفال ، وبالمرة يحرضهم على كراهية المختلفين معهم فى الدين

هذا الرجل مكانه الطبيعى الذى يحقق له الحماية ولغيره الأمن هو السجن ، أو مستشفى الأمراض العقلية لو كان مريضاً.
ومع حادثة الذبح التى شهدتها الاسكندرية استمتع الجميع بوصلة كلام وانفعالات ومطالبات انتهت إلى لا شىء

ومن يومين كنا مع مقدمات عمليات ذبح أخرى لم ولن ينتبه لها أحد فى البلد، و تجاهلتها السلطة التى تحولت لمجرد شاهد على الصلح

فى مدينة أبو تيج تقدمت ممرضة إلى قسم الشرطة ببلاغ ضد شخص سلفى وابنه اوسعاها ضرباً وسحلاً فى الشارع حتى اختفت ملامح وجهها، والسبب أنها ترفض تعليماتهم بإرتداء النقاب

و أمام النيابة تصالح الطرفان وكأن شيئاً لم يحدث وخرج الرجل وابنه سالمين غانمين من الموضوع تماماً
ولم لا فقد اكتفت النيابة العامة والشرطة بالتصالح واغلقت الملف، رغم انه من حق النيابة بل من واجباتها ،ان تلاحق هذا الرجل وابنه و ألا تتحول لشاهد على تصالح المواطنة المغلوبة على أمرها مع الجناة الارهابيين

و تجاهل الجميع ان الرجل وابنه يمارسان سلطات على الناس فى الشارع، بل ويتدخلان فى حياة غيرهما الخاصة تحت سمع وبصر السلطات
وتغافل الجميع على أن ما حدث هو مقدمات ستفضى الى نتائج حتمية يوماً ما ، وهذا اليوم لن يكون بعيداً بل اهو اقرب مما يظنون
فخروج الأمر من يد السلطات بهذه السهولة ، أوصل رسائل عديدة فى اتجاهات مختلفة

رسالة للجناة بانهم أقوياء والسلطة تخشى بأسهم وعليهم أن يرتكبوا مزيد من هذه الأعمال
و رسالة أخرى للمجنى عليها بأنها سيدة ضعيفة مهيضة الجناح لم تجد من يحميها و ان الدولة تخلت عنها لصالح ارهابى وان عليها ان تستسلم لرغباته و أوامره
و رسالة ثالثة لبقية الناس أن هؤلاء الإرهابيين واصلين واقوياء تخشاهم الدولة و تهادنهم و تتخلى عن سلطاتها لحسابهم

قد يظن البعض أننى أبالغ فى رؤيتى للأمر ولكنى فى حقيقة الأمر أتوقع نتائج طبيعية لمقدمات طبيعية تكررت مرات ومرات فى كل انحاء مصر ، عندما تتخلى الدولة عن بعض سلطاتها للجماعات الارهابية لتفرض سطوتها على الناس، و فى النهاية نجلس نبكى عندما لا ينفع الندم

هل تنتظر السلطة لكى يقوم هذا السلفى وابنه ببح الممرضة المسكينة لكى تتدخل ؟؟
و متى ندرك ان السكوت على مستصغر الشرر ينتج عشرات الحرائق فى بلادنا؟



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;